صنعاء - سبأ :
ألقى فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم كلمة خلال اللقاء التقييمي لأداء أمانة العاصمة والمحافظات للعام ٢٠٢٠م .. فيما يلي نصها :
اللهم صَـلِّ على سيدِنا محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين..
الأَخ رئيس الوزراء.
الإخوة نواب رئيس الوزراء.
الأَخ وزير الإدارة المحلية.
الإخوة محافظي المحافظات رؤساء السلطة المحلية.
السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..
كُلُّ الجهودِ التي تُبذَلُ، كما تحدَّثَ الدكتورُ عبدالعزيز والأَخ وزيرُ الإدارة المحلية، من الجميع، مشكورةٌ ومقدَّرة وفي عينِ الله وفي عينِ الشعب وفي عينِ التاريخِ لكُلِّ واحدٍ منا.
كُلُّ واحد منا لا يستهِنْ بدوره مهما كان.
لِكُلِّ دورٍ في هذا الوقت لِكُلِّ موقف لِكُلِّ شخص أثرٌ.
في هذا الوضع المحوري والمفصلي بالتحديد في بلدنا الذي يتعرَّضُ لعدوانٍ غاشمٍ لأكثرَ من ست سنوات.
فلا يدخُلِ اليأسُ أَو الإحباطُ أَو استنقاصُ الجهد من أي واحد، هذا شيءٌ غيرُ مقبول، بل نحن نعملُ على العكس، كُـلُّ ما نعملُ من خلاله، الآليات التي نعملُ عليها الآن هي العكس؛ مِن أجلِ التحفيز ومن أجل الارتقاء بالأداء ومن أجل رفع المستوى العملي.
الأمورُ الإيجابيةُ هي ملموسة، يعني بشكل متدرج في كُـلّ محافظة وإن بنسب متفاوتة وإن بوضعيات مختلفة، حسب وضعيات كُـلّ محافظة وإمْكَانات كُـلّ محافظة، لكن بشكل عام أشكر لكم جهودَكم التي تُبذَلُ ليلَ نهارَ ونحن كذلك نصلُ الليلَ بالنهار من خلال المتابعة ومن خلال التقييم ومن خلال المواكبة، وهذا هو عهدُنا لهذا الشعب، نحن وعدنا أن نستمرَّ بهذه الوتيرَة وأن نستمرَّ بهذا الأداء حتى نحقّقَ لشعبنا ما يصبو إليه، وإن كانت الإمْكَاناتُ ضئيلةً لكن الإرادَة جادة ستتحطم الصخرات الصماء أمام هذا الإرادَة إن شاء الله.
فالجهودُ مبذولةٌ من الجميع ونحن نقدّر كُـلَّ جهد لِكُلِّ واحد منكم، الآلية التي عملت في إطار التقييم أنا أريد أن أقول لكم وأؤكّـد للدكتور وأؤكّـد للأخ الوزير وأؤكّـد لكم جميعاً أننا نعملُ على التشجيع وليس التحطيم، والدليل على ذلك أننا عملنا إلى أن نوصل لِكُلِّ واحد رسالتَه بما هو متفوق فيه.
ورسالة بما هو خافقٌ فيه؛ لأَنَّه ما فيه كمال الكمال لله.. نحن سننتهج سياسات تفرّق بين الأداء المختلف في المحافظات وفي كُـلّ مؤسّسات الدولة على القاعدة التي أطلقها الإمامُ علي عليه السلام لمالك الأشتر حتى يعرفَ كُـلُّ واحد ما نجح فيه وما أخفق فيه.. يجب أن ننتهجَ هذه السياسةَ، وهي سياسةٌ تربوية وسياسةٌ إسلامية، وسنعتمد عليها إن شاء الله.
هذا العملية التي ننتهجُها في السياسة ليست محاكمةً، أنا أؤكّـد لكم ليست محاكمة، هذه سياسةٌ ننتهجها في جميع مؤسّسات الدولة، ونحن في وضعية تقييم لِكُلِّ مؤسّسات الدولة، ونحن الآن واقفون على نقاط الاختلالات في جميع مفاصل مؤسّسات الدولة.
ولو شئتم لشرحتُ لكم بالتفاصيل أين الاختلالاتُ التي وقفنا عليها على مستوى المحافظات، أين الاختلالاتُ التي وقفنا عليها على مستوى مؤسّسات الدولة والحكومة، بالتأكيد نحنُ نقفُ في إطارِ مرحلةِ تقييم، أين مفاصلُ الاختلالات، سواء على مستوى الإجراءات القانونية، على مستوى الصياغات، على مستوى الموظفين، لدينا صورةٌ كاملةٌ، ونعرف أين يتم التلاعُبُ وسنبدأ مرحلةً جديدةً وصارمةً إن شاء اللهُ، وسنتخذُ إجراءاتٍ تحولُ وتمنعُ كُـلَّ التلاعُبات التي وقفنا عليها في المرحلة الماضية إن شاء الله، هذا وعدٌ منا لهذا الشعب بأننا سنتخذُ هذه الإجراءاتِ من بعد ما وقفنا على كُـلّ هذه الاختلالات، وأعرف أنكم موتورون، لكن أعطيكم مثالاً، هذا المثال يجبُ أن تستفيدوا منه وهو اختلالٌ من الاختلالات التي تابعتُها بنفسي ووقفتُ عليها بنفسي للأسف هناك عمليات لا أدري هل هذا روتين اعتاد عليه المسؤولون السابقون، كثيرٌ من مسؤولين الدولة -وهذا التقييمُ الذي خرجتُ به في المرحلة الأخيرة- لا يهتمُّ كَثيراً إلَّا بالأشياءِ التي تعودُ بالنفع عليه شخصيًّا، ليس كسباً حراماً، نفعٌ شخصي بالقانون، يهتمُّ بها كَثيراً جِـدًّا، وهذا شيءٌ مؤسف.
على سبيل المثال التحسين.. التحسين ارتفع ارتفاعاً كبيراً جدًّا؛ لأَنَّ فيه نسبةً للإخوة المحافظين.
للأسف الشديد أن هناك فارقاً بالتحسين، فائضاً عندَ كثيرٍ من المحافظات، لكن مستاء، المدينة أو المحافظة ما هي بالشيء أنه أصبحت مثل سويسرا ولديه فائضٌ لا يدري أن يصرف هذا الفائض.
نحن من الآن وصاعداً سنربطُ كُـلَّ امتيَازات مسئولية الدولة في إنجاز وتنفيذ المشاريع، في نهاية المشاريع في نهاية إنجاز المشاريع سنربط لك استحقاقاً معيناً.
من الآن وصاعداً يا إخوة نوجّهُ إلى كُـلّ مؤسّسات الدولة أن تربطَ كُـلَّ الاستحقاقات المالية بالتنفيذ، في نهاية التنفيذ تكون هناك نسبةً بدل من الامتيَازات التي تؤخذ من التحصيلات قبل تنفيذ وإنجاز أي مشروع، يجب أن تربط بنهاية التنفيذ حتى.. هذه الطريقة التربوية ندفع الإخوة المسئولين في مؤسّسات الدولة إلى مربع التنفيذ؛ لأَنَّه أصبح شيئاً مؤسفاً عندي، بما تفسرون لي يا إخوة، لما أقول هناك أرصدة متراكمة للتحسين مثلاً.. يعني أنا ما بصرفها للأسف الشديد؛ لأَنَّ هناك حرصاً على التحسين بنسبة كذا، والبقية...!، هذا شيء مؤسف لكن سنربطها بالإنجاز وبالتنفيذ الميداني حتى ندفعَ الكل، أنا ما عندي مانع يا أخي، كُـلْ وارتاح وعندك نسبتُك بالقانون لكن نفّذ ما هو تأخذ حقك وتترك حق الناس..
الخطط المقدمة هناك لجنة بالإدارة المحلية وهناك وزارة المالية وبمشاركة الدكتور والأَخ في الرؤية الوطنية تعكف وتصل الليلَ بالنهار لتراجع وتقف على كُـلّ بند من بنود المصفوفات والخطط المقدمة، سواء على مستوى السلطات المحلية أَو على مستوى بقية مؤسّسات الدولة وستستمر في العكوف هذا حتى تصلَ إلى تعديلات جوهرية وفق التوجيهات والموجهات من سيد الثورة وقائدها السيد العَلَم عبدالملك بدر الدين الحوثي، ومن الموجهات العامة للرؤية الوطنية حتى تأخذَ كُـلُّ الأمور نِصابَها، حتى تسير كُـلُّ الأمور لمجراها الصحيح، ما قدم، مثل ما تحدث الأَخ وزير الإدارة المحلية جهد كبير وتُشكرون عليه، وليعرف الجميع أننا في مسؤولية تاريخية أمام ها الشعب وأننا معنيون بأن نبذل قصارى جهدنا فالإخوة رجال الرجال في الجبهات يقفون كالأطواد الشامخة في فوهات اللهب في قاذفات النار يتصدون كُـلّ يوم لجحافل الغزاة والمحتلّين دون كلل أَو ملل، هذا شيء يجب أن يكون دافعاً لنا لأن نكون بنفسِ المستوى من التطلعات والتضحيات وأنتم تعرفون المعركةَ الكبيرةَ التي يمارسُها أبناء شعبنا وأنتم تعرفون ما هي الحقوقُ علينا التي يتوجب علينا أن نعطيَها لأبناء شعبنا، الواجبات التي يجب علينا أن نعطيَها لأبناء شعبنا وأن نسهر في خدمة أبناء شعبنا.
وقد لمستم في هذه الأيّام الأخيرة كيف أثمرت نصراً، صمودُ شعبنا أثمر نصراً، ووصلت مظلوميته إلى أنحاءِ العالم، وكانت هناك في الأيّام الأخيرة مواقفُ إيجابيةٌ من الاتّحاد الأُورُوبي، حتى أمريكا بدأت تراجعُ سياساتِها، وهذا توجّـه إيجابي يجب أن يستمرَّ هذا التوجُّـهُ حتى يستمرَّ شعبُنا في سعيه لرفع الحصار ووقف العدوان، هذا شيء مهم جِـدًّا.
يجب أن نواصلَ جهادَنا وجهودَنا، كُـلٌّ مِن موقع عمله؛ حتى يتحقّقَ لشعبِنا الانتصارُ الكاملُ، الانتصارُ الكاملُ، حتى يتحقّقَ لشعبنا رفعُ الحصار ووقفُ العدوان، السيادة الكاملة على كامل التراب الوطني.
وهذا شيءٌ واجبٌ تُقِرُّه لنا كُـلُّ الشرائعُ السماوية وكُلُّ قوانين الأرض، حتى قانون الفيزياء تُقِرُّ لنا، ويسمحُ لنا بالدفاع عن أنفسنا، ولِكُلِّ فعل ردةُ فعل مساوٍ في القوة مضاد للاتّجاه، كُـلُّ قوانين العالم تجيز لنا ما نقومُ به، لكن أرجو أن نكونَ عند تطلعات أبناء شعبنا.
وأرجو من جميع مسؤولي الدولة بدءًا بالرئيس إلى أصغر موظف أن نوصلَ رسالةً لِكُلِّ أبناء الشعب بأننا في خدمتكم وأننا خُدَّامٌ لكم، المسؤوليةُ هي خدمةُ أبناء الشعب، إذَا فهمنا هذه المسؤولية بهذا المستوى بأنها خدمة لأبناء الشعب عندها سننتجُ وسننجز أَيْـضاً، هذا شيء مهم جِـدًّا.
أَشكُرُ لكم جميعاً الجهودَ، كُـلٌّ في موقع عمله، وكُلٌّ في مستوى إنجازه، وكل هذا -كما قلت لكم سابقًا- في عين الله وفي عينِ الشعب وفي عينِ التاريخ لمَن يريدُ التاريخَ..
هذا ما أُريدُ أن أقولَه، وَأَسْأَلُ اللهَ -سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَـى- لي ولكم الهدايةَ والتوفيقَ والنجاحَ والفلاحَ والخيرَ والسدادَ ولشعبنا النصرَ المبين.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه .