القدس والمسجد الأقصى محور الصراع مع العدو الصهيوني.. وتحريرهما مسؤولية مشتركةصنعاء- سبأ: عبد العزيز الحزي تعتبر مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك هما محور الصراع مع العدو الصهيوني، الذي يحتل الأرض الفلسطينية ويقتّل ويهجّر الشعب الفلسطيني ويُهوّد المقدسات الإسلامية، وتحريرهما هي مسؤولية تتشارك فيها فلسطين والأمَّة الإسلامية بأكملها. وفي هذا السياق، قال قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في كلمته الأخيرة بمناسبة يوم القدس العالمي: "علاقة الشعب اليمني مع أحرار الأمة وتعاوننا وتضافر جهودنا معهم بل والسعي إلى أن نكون متوحدين إلى أرقى مستوى في هذا الموقف من أعداء أمتنا هو شيء نفخر به وواجبنا الإنساني والأخلاقي والقرآن والإسلامي وعنصر قوة لنا مهما تحدث عنه الآخرون بضجيجهم وكل تحرك في هذا السياق، هو بروحيتنا الجهادية والإيمانية ومنطقنا القرآني الإسلامي الذي نتقرب به إلى سبحانه وتعالى ونلتمس منه نصره ومعونته ورضاه". ويؤكد قائد الثورة مرارا على أن "القدس هي القضية المحورية في الاهتمام الشعبي لدى الشعوب، وحتى لا تبقى تلك القضية إهمال رسمي من قبل الحكومات والجانب الرسمي وجدية لتبني هذه القضية على نحو صحيح وحتى لا تبقى أسيرة للحسابات الرسمية وأمريكا والغرب". وتُعد الانتهاكات الصهيونية الأخيرة غير المسبوقة، وتهدّد مستقبل المسجد الأقصى، وتتم بغطاء من حكومة العدو الصهيوني المتطرفة وتحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي والعالم بأجمعه. وما يحدث هذه الأيام، في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، من تسارع لأشكال العدوان والتهويد ورفع وتيرة المخططات، يهدف إلى طمس المعالم الإسلامية في القدس. كما يفرض أوهاماً كاذبةً بالغطرسة والهيمنة وقوة السلاح من أجل تغيير الوجه الإسلامي الحقيقي في القدس والمسجد الأقصى، وصولاً إلى فرض التقسيم الزماني والتقسيم المكاني. ودعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في يوم القدس العالمي، الأمة العربية والإسلامية إلى حشد كل الطاقات، سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً وإنسانياً، لمزيد من التضامن والدعم لصمود الشعب الفلسطيني وثباته على أرضه التاريخية، ونصرةً للمقدسيين والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك. ويواصل الشعب الفلسطيني الالتفاف حول خيار المقاومة الشاملة، دفاعاً عن الأرض والقدس والأسرى والمسرى لانتزاع حقوقه المشروعة، وتحقيق تطلعاته في الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. ويمعن العدو الصهيوني في ممارسة الاعتداءات والانتهاكات وجرائم استباحة المقدسات الإسلامية في القدس الشريف وآخرها الهجوم الوحشي الذي أقدمت عليه قوات العدو على المصلين والمعتكفين في المسجد الاقصى، وإجبارهم على مغادرته بالقوة واعتقال المئات، تمهيدا لاقتحام المستوطنين بأعداد كبيرة لتأدية طقوس تلمودية وذبح القرابين داخل المسجد. ويبدو أن اقتحام الأقصى والاعتداء عليه والإجراءات تأتي في إطار محاولة كيان العدو الصهيوني لتغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس المحتلة والمقدسات الإسلامية وذلك ضمن خطط العدو للتقسيم المكاني والزماني. وتعتبر المقاومة الفلسطينية، حارسة الثوابت الفلسطينية، ما جعل المس بالمكانة الاستراتيجية للقدس والأقصى مسّاً بالخطوط الحُمر الأمر الذي يفتح بابا للنار لا يمكن إغلاقه في المنطقة كلها ويذهب بها نحو مواجهة مفتوحة وحرب شاملة. وتتطلب الانتهاكات المتصاعدة والخطيرة على المسجد الأقصى من قبل الصهاينة، إدراك خطورة المرحلة لتفرض حالة حشد واسعة للدفاع عن المسجد الأقصى، عبر كل أشكال العمل المقاوم لمواجهة العدوان الصهيوني. ويُعد الهجوم الوحشي على المسجد الاقصى جريمة بحق الأقصى الشريف، تستوجب على الأنظمة العربية التراجع عن مواقفها المتخاذلة تجاه القدس والأقصى. وتؤكد فصائل المقاومة الفلسطينية أنها لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي، تجاه حالة التغول غير المسبوقة في المسجد الأقصى. ووصفت فصائل فلسطينية، الاقتحام والاعتداء على المصلين بالعدوان الهمجي والخطير في استباحة المسجد الأقصى.. مطالبة بالتحرك والتفاعل والتحشيد ميدانيًّا وشعبيًّا لنصرة الأقصى. وأكدت الفصائل أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وأطيافه سيبقى المدافع عن الأقصى والمقدسات، وله طرقه في تدفيع المحتل الغاصب الثمن باهظًا إزاء جرائمه بحق القدس والأقصى. ووجهت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رسالة للعدو الصهيوني في بيان لها قائلة: "رسالتنا للعدو وحُماته وحلفائه، أن شعب فلسطين لا يمكن أن ينكسر، وأن الأقصى دونه المُهج والأرواح". ويمثل الهجوم الوحشي على الأقصى واستباحة الحرم القدسي، تصعيدًا خطيرًا وعدوانًا على القبلة الأولى للمسلمين، واستفزازًا لمشاعر المسلمين في العالم، ويتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية، كما يُعَد انتهاكاً سافرًا للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية وانتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف وقرارات الأمم المتحدة. واعتقلت قوات العدو الصهيوني، فجر الأربعاء الماضي، عشرات الفلسطينيين من المصلى القبلي في المسجد الأقصى بعد اقتحامه والاعتداء على عدد منهم بالضرب. ويؤكد مراقبون ونُقاد أن سلوك الكيان الغاصب الإرهابي المتطرف، يوفّر غطاءً للمستوطنين لممارسة العربدة في المسجد الأقصى، ما يضعه أمام خيارات صعبة سيدفع ثمنها أمام مواقف المقاومة المعلنة تجاه التحذير من المس بمكانة المسجد الأقصى وقدسيته، انطلاقاً من أن القدس والأقصى هما بوصلة الصراع وأيقونة الثوابت الفلسطينية. ويرون أن المقاومة قادرة على إيلام العدو الصهيوني ولجم جموحه.. مؤكدين أن المساس بالمقدسات الإسلامية لن يقابَل إلّا بمعركة مفتوحة على مصراعيها. |
|