انهيار المنظومة القانونية والأخلاقية الغربية .. ألمانيا أنموذجاًصنعاء -سبأ:كتب: المحرر السياسي من أبرز نتائج العملية البطولية طوفان الأقصى أنها أزالت آخر ورقة توت كانت الأنظمة الغربية والأمريكية تتستر خلفها لتخفي قبحاً لا مثيل له فيما يتعلق بعلاقاتها الدولية وموقفها من حقوق الإنسان والشعوب بشكل عام. برز ذلك إلى السطح في ما حاولوا أن يخفوه عقودا من الزمن والمتمثل بالدعم اللامحدود للكيان الذي زرعوه في المنطقة العربية وأسموه إسرائيل وحددوا له وظيفة استخباراتية لحماية مصالحهم الاستعمارية في المنطقة. أمريكا تعلن على الملأ ليل نهار مسؤوليتها عن حماية أمن إسرائيل، وبريطانيا كانت أصل الكارثة في زرع هذا الكيان الخبيث على حساب مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني بوعد بلفور الذي أعطى وطناً لا يملكه للعصابات الصهيونية التي لا تستحقه، بقية الدول الأوروبية خاصة المنضوية تحت مسمى حلف الناتو لا صوت ولا موقف لها إلا ما تمليه عليها الإدارة الأمريكية بل إن بعضها يبالغ في دعمه لإسرائيل أكثر من الإسرائيليين والأمريكيين وهم الألمان الذين تحكمهم عقدة الذنب للتكفير عن مذابح ومحارق اليهود التي نفذها الألماني هتلر خلال الحرب العالمية الثانية. بات الألمان الآن أضحوكة في العالم كله وهم يكيفون مواقفهم بالتحايل على نصوص الدستور الألماني الذي يعلي من شأن حقوق الإنسان إلى اللجوء لقانون الجنايات الذي يحرم ويجرم أي موقف في الشارع الألماني مناصر للقضية الفلسطينية ويدعو إلى وقف الحرب في غزة. طيلة عقود أخفت ألمانيا كراهيتها لكل شيء عربي وفلسطيني لتظهر اليوم كقوة عدوانية مناصرة لأي اعتداء إسرائيلي على حقوق الشعب الفلسطيني أكثر من الصهاينة أنفسهم. أصبح العالم كله يدرك حقيقة العداء المبالغ فيه من قبل ألمانيا للشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية وغيرها من شعوب العالم التي تنتمي للإنسانية وتمجد حقوق الإنسان الأمر الذي دفع بنكاراجوا الدولة الأمريكية اللاتينية إلى رفع دعوى ضد ألمانيا في محكمة العدل الدولية بتهمة المشاركة في عملية الإبادة الجماعية التي تنفذها العصابات الصهيونية في قطاع غزة.. لاقت الدعوى النيكاراجوية ارتياحا كبيرا في مختلف أنحاء العالم التي تعرف أن 30% من أسلحة الإبادة الجماعية التي يستخدمها الجيش الصهيوني في قطاع غزة تأتي من ألمانيا هذه الدولة التي لا تتمتع بسيادة كاملة على أراضيها إذ أنها لاتزال تحكم بقوانين ما بعد الحرب العالمية الثانية حتى الآن، حيث ترابط في أراضيها قوات عسكرية أمريكية منذ عام 1945 وهو العام الذي انتهت فيه الحرب العالمية الثانية، ليتساءل المراقبون السياسيون والمتابعون لهذا الشأن ماذا تفعل القوات الأمريكية في الأراضي الألمانية بعد كل هذه السنين خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة وزوال حلف وارسو. أدركت الجمهورية اليمنية منذ وقت مبكر حقيقة الحقد الغربي الأمريكي على الشعوب العربية والقضية الفلسطينية الأمر الذي تم بموجبه اتخاذ قرار المواجهة العسكرية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب مع قوى الاستعمار الأمريكي والبريطاني وبقية دول الناتو والمواجهة المباشرة مع العصابات الصهيونية في قطاع غزة وفلسطين المحتلة. أوجدت القوات المسلحة اليمنية واقعاً جديداً في عملية المواجهة مع الكيان الصهيوني وداعميه من الدول الاستعمارية وهو واقع كان المفروض الوصول إليه منذ فترة مع عدو لا يؤمن إلا بالقوة والغطرسة وأصبح الآن يواجه واقعاً صعباً فرضته عليه القوات المسلحة اليمنية. |
|