تمادي الإجرام الصهيوني والهروب من الهزيمة الحتميةصنعاء ـ سبأ : المتابع الحصيف لمجريات الأحداث في مسرح العمليات في قطاع غزة، و القارئ النبيه للنتائج التي تحققت حتى اليوم منذ السابع من أكتوبر.. سيفهم أن العدو الإسرائيلي نال هزيمة طوت صفحة اسطورته المزعومة على مدى كل الحروب التي خاضها منذ نشأته. والعدو الاسرائيلي يدرك ذلك جيدًا، وقد حاول القفز على هذه الهزيمة، لكنه فشل، ولم يجد أمامه سوى توسيع مسرح الحرب في المنطقة باعتبارها الوسيلة الوحيدة ، كما يعتقد، للهروب من هزيمته و خسائره في غزة، لكنه يجهل أن المعركة اليوم لاستئصال شأفته باتت حتميه، وأن هزيمته وكسره باتت مسألة وقت . في جريمة شنيعة وتصعيد خطير، أقدم كيان العدو الصهيوني، على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية بمقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، أثناء زيارته للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب. جريمة الاغتيال التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق إسماعيل هنية، لاقت استهجاناً واسعاً من حكومات ودول عربية وإسلامية وأجنبية، نظراً للمآلات والتداعيات التي ستترتب عليها وما تمثله من تهديد للسلم والأمن الدوليين، وقد تصل تداعياتها الخطيرة إلى عواصم الدول والأنظمة الداعمة للكيان الصهيوني. السجل الإجرامي للكيان الصهيوني مليء بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان منذ زرع هذا الكيان اللقيط في فلسطين عام 1948م، بدعم مباشر من الاحتلال البريطاني، حيث ارتكب آلاف المجازر بحق الشعب الفلسطيني ومارس التهجير بحقهم على مدى عقود، وما كان ذلك ليحدث لولا التخاذل العربي والإسلامي في نصرة قضية الأمة الأولى والمركزية "فلسطين". ومنذ عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة في السابع من أكتوبر 2023م، ارتكب العدو الصهيوني ثلاثة آلاف و457 محزرة في قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 140 ألف شهيد ومصاب ومفقود. فشل العدو الصهيوني، في تحقيق أهدافه من العدوان على قطاع غزة، ولجأ لاستهداف المدنيين وقتل الأطفال والنساء وتدمير المنازل والبنية التحتية والمنشآت الصحية والتعليمية وغيرها في محاولة للضغط على المقاومة الفلسطينية للاستسلام والإفراج عن الأسرى الصهاينة. اعتاد العدو الصهيوني على مر السنوات الماضية، اغتيال قادة حركة حماس، ممن لهم باع طويل في تأسيس الحركة، وآخرهم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وقبله بأشهر نائب رئيس الحركة صالح العاروري إثر قصف استهدفه بالضاحية الجنوبية لبيروت في يناير الماضي، وكذا اغتيال 15 شخصية سياسية من حماس، أبرزهم الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة في هجوم صاروخي شنته الطائرات الحربية الصهيونية في 22 مارس 2004م. القيادة في صنعاء أدانت اغتيال إسماعيل هنية، واعتبرت وزارة الخارجية ذلك انتهاكاً للقانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية، واستهتارا بالمنظومة القانونية الدولية، وحذرت من أن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة والتهديد باستهداف عدد من دول المنطقة وفي مقدمتها العراق ولبنان وإيران واليمن، يؤكد أن الكيان الصهيوني الغاصب يشكل تهديداً لأمن المنطقة والعالم ولا يمكن التعايش معه. ومن واقع غيرته وحميته وانطلاقاً من مسؤوليته الدينية والإنسانية والأخلاقية، يشاطر الشعب اليمني، الشعب الفلسطيني الألم والمعاناة ويقف إلى جانبه منذ عقود وفرض مؤخراً واقعاً مغايراً لم يكن يتوقعه العدو بخوض معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" ضد العدو الصهيوني، والأمريكي، والبريطاني. معركة اليمن، تدّرجت بعدة مراحل باستهداف الكيان الصهيوني في المدن الفلسطينية المحتلة، وفرض حظر على السفن الإسرائيلية والأمريكية، والبريطانية من العبور في البحر الأحمر إلى منع عبورها في البحر العربي وباب المندب والمحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح والمرحلة الرابعة استهداف سفن العدو في البحر الأبيض المتوسط بالتنسيق مع المقاومة العراقية. ودشنت المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدو الصهيوني، الأمريكي، البريطاني، التي أعلن عنها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بإطلاق مسيرة "يافا" على منطقة "يافا" الفلسطينية المحتلة، ما يسمى بـ"تل أبيب"، والتي أربكت حسابات العدو وداعميه. وفي إطار مساعيه لثني اليمن عن موقفه الثابت والمبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني أقدم العدو الصهيوني على استهداف أعيان مدنية ومنشآت حيوية في مدينة الحديدة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والمواثيق المتعارف عليها ومنها اتفاقيات جنيف الأربع، والبرتوكولات الملحقة بها، التي تجرّم استهداف الأعيان المدنية. بعدوانه على غزة واليمن ولبنان واغتيال قادة المقاومة الفلسطينية، سيدفع الكيان الصهيوني ثمن تماديه باهظاً عاجلاً أم آجلا والرد اليمني آت لا محالة، ومعادلة الصراع بين محور المقاومة ومحور الشر ستتغير وسيكون لها تداعيات على المستويين الإقليمي والدولي في حال استمر الكيان الصهيوني في تماديه. |
|