أقر مجلس النواب في جلسته المنعقدة اليوم برئاسة رئيس المجلس، الأخ يحيى علي الراعي، تقرير لجنة التنمية والنفط والثروات المعدنية، حول الأضرار والخسائر التي تعرضت لها منشآت شركة النفط اليمنية جراء قصف طيران العدو الاسرائيلي على محافظة الحديدة.
ارتفع مؤشر بورصة مسقط "30" العماني 33.8 نقطة بنسبة 0.75 في المائة اليوم الثلاثاء، ليغلق عند مستوى 4552.78 نقطة مقارنة مع آخر جلسة تداول التي بلغت 4518.95 نقطة.
يتطلع فريق أهلي صنعاء لخطف نتيجة إيجابية والظهور المثالي أمام مضيفه ظفار العماني مساء غد الأربعاء، عند الساعة السادسة مساء بتوقيت صنعاء، في ملعب مجمع السعادة بمدينة صلالة في ختام مرحلة ذهاب المجموعة الأولى لدوري أبطال الخليج للأندية.
انتخابات الرئاسة الأمريكية: الوصول للبيت الأبيض على دماء وأشلاء الفلسطينيين في غزة
صنعاء- سبأ: عبدالعزيز الحزي
يبدو أن حملة سباق الانتخابات الأمريكية المحتدمة بين الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب ترتبط ارتباطا وثيقا بقضية الحرب العدوانية الوحشية على قطاع غزة، وهي من القضايا المهمة والحاسمة للوصول إلى البيت الأبيض في نوفمبر المقبل، لكن على أشلاء ودماء الفلسطينيين.
وأفرز التعامل الأمريكي مع العدوان الصهيوني المستمر منذ أكثر من عشرة أشهر على قطاع غزة، والتي نجم عنه كارثة إنسانية على نطاق واسع، حالة من التجاذب والاستقطاب في الداخل الأمريكي ما بين مؤيد ومعارض لموقف إدارة الرئيس "جو بايدن، وهو الأمر الذي سيمتد تأثيره إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي الموقف الأمريكي الراهن للإدارة الأمريكية الحالية منذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وما أبدته هذه الإدارة من انحياز وتأييد أعمى لحليفها الأساسي الكيان الصهيوني، لكنها في الوقت نفسه تحاول من خلال الكذب والتضليل السياسي والإعلامي تحسين صورتها بشأن الجانب الإنساني في قطاع غزة وتجنب دعاوى التشكيك في معاييرها العالمية المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
وقدمت واشنطن للكيان الصهيوني مختلف أنوع الدعم العسكري سواء كان ذلك الدعم في شكل مساعدات مالية، حيث وقع بايدن الشهر الماضي على مشروع قانون يقر بمنح الكيان الغاصب 26 مليار دولار، وكذلك تزويدها بالأسلحة والمعدات الحربية.
كما عملت الإدارة الأمريكية على توفير غطاء دبلوماسي قوي للكيان الصهيوني في مجلس الأمن من خلال استخدامها لحق الفيتو لمنع تمرير مشروع قرار تأسيس دولة فلسطينية ووقف إطلاق النار على الرغم من تأكيدها المستمر على أهمية وقف إطلاق النار وتجنب اتساع رقعة الصراع.
وبانخراط الأمريكي مع عدد من القوى الإقليمية في جهود الوساطة بين حركة حماس والكيان الغاصب، وذلك من أجل التهدئة، وبالأساس من أجل إطلاق سراح الأسرى الصهاينة لدى حماس دون اعتبار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في ظل تصريحات إعلامية وزيارات مكوكية للمسؤولين الأمريكيين الى المنطقة والحديث عن جولات مفاوضات متكررة أخرها مفاوضات الدوحة التي خرجت بمقترح أمريكي يستجيب لشروط العدو الصهيوني ويتماهى معها -بحسب مصادر قيادية في حماس- فقد وفرت هذه الإدارة الوقت الكافي للكيان الصهيوني لاستمراره في عملية الإبادة الجماعية والمجازر وتدمير القطاع والوصول به الى مكان لا يصلح للعيش.
ويعاني قطاع غزة من كارثة إنسانية متفاقمة بعد نحو عشرة أشهر من العدوان الصهيوني على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 لتصل حصيلة العدوان الى ٤٠٠٩٩ شهيدا و٩٢٦٠٩ إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأدى تعامل إدارة بايدن مع العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى تحولات في توجه الناخبين الأمريكيين، خاصةً العرب والأقليات، فقد كشف استطلاعات الرأي العام عن عدم رضا المسلمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لموقف الإدارة الأمريكية الحالية من الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
وفي أبريل الماضي، أصدر مركز كارنيجي نتائج استطلاع رأي أشار فيه إلى استياء عدد من الشخصيات البارزة من الشباب الأمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية، وقادة الأسقفية الأفريقية، والمثقفين، من سياسة الرئيس جو بايدن إزاء الحرب في قطاع غزة، حيث طالبوا دولتهم بالضغط على الكيان الصهيوني لاحترام القانون الدولي وحماية المدنيين.. مؤكدين على أهمية وقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة داخل القطاع.
وقد اتسمت الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية الداعمة لفلسطين والرافضة للعدوان على قطاع غزة بالجدة خلال شهري أبريل ومايو الماضيين، واتسع نطاقها ليشمل عددًا ضخمًا من الجامعات المرموقة "مثل: كاليفورنيا، وهارفارد، وييل، وتكساس، وبراون، ونورث ويسترن.." حيث طالب المتظاهرون بوقف الاستثمارات مع الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، كما طالبوا الإدارة الأمريكية بالضغط لوقف إطلاق النار.
وأدى تعامل إدارة بايدن مع مسألة الاحتجاجات الطلابية حينها إلى انقسام بداخل الحزب الديموقراطي، حيث أدانت هذه الاحتجاجات واعتبرتها بمثابة أعمال عنف وتدمير للممتلكات العامة، لذلك يواجه الحزب الديمقراطي ردود فعل سلبية من العديد من الشباب في ضوء تناقض الحزب في تأييده للكيان الصهيوني، من خلال التأكيد على حقه في الدفاع عن نفسها في عدوان على قطاع غزة وهو ما يُسهم في فقدان مرشحة الحزب لكتلة الشباب الانتخابات لصالح منافسها "دونالد ترامب".
وطالبت الحركة الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة كامالا هارتس بموقف واضح من حرب غزة، ونشرت صحيفة "وول ستريت" الأمريكية تقريرا أعده ألكسندر وورد قال فيه: إن كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة تواجه معضلة الموقف من الكيان الصهيوني وما هو المدى الذي يجب أن تبتعد فيه عن سياسة بايدن من غزة.
وقال إن هاريس خرجت الشهر الماضي من اجتماع متوتر مع رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو مطالبة بوقف الحرب في غزة قائلة: "لن أصمت" حيال الظروف الإنسانية المتدهورة للفلسطينيين.
وكشف الموقف القوي لـ"هاريس" تجاه الكيان الصهيوني عن فجوات دقيقة بينها وبين الرئيس بايدن في سياسة الشرق الأوسط، حيث باتت تتسع تلك الفجوات مع تكثف حملتها الانتخابية.
ورغم اتفاق كل من بايدن وهاريس على الدفاع عن الكيان الصهيوني، إلا أن نائبة الرئيس أبدت موقفا أكثر وضوحا وصراحة وأكدت على الحاجة لسماح حكومة نتنياهو بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة والتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار.
وكان الموقف الواضح والمختلف من حرب غزة مساعدا لـ"هاريس" كي تنال دعم المعسكر التقدمي في الحزب الديمقراطي وبقية الناخبين الغاضبين من دعم البيت الأبيض للكيان الصهيوني، مع أن هذا الموقف يحمل الكثير من المخاطر لها، حسب الصحيفة.
وفي الاتجاه الآخر، أثار المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب الجدل بشأن مساحة "إسرائيل" في الشرق الأوسط.. مشيرًا إلى أنها تبدو كأنها بقعة صغيرة جداً مقارنة بالدول المحيطة بها.
وأضاف ترامب: "عندما أنظر إلى خريطة الشرق الأوسط، أجد "إسرائيل" بقعة صغيرة جداً.. في الحقيقة، قلت هل من طريقة للحصول على المزيد من المساحات؟ إنها صغيرة جداً".
وجاءت هذه التصريحات خلال ظهور ترامب في فعالية، الخميس الماضي، في نيويورك مخصصة للناخبين اليهود.. وفي خطابه، انتقد ترامب نائبة الرئيس ومنافسته الديمقراطية كمالا هاريس وتعهد بدعمه الكامل لـ"إسرائيل".
واعتبر خبراء سياسيون أن حديث الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية المقبلة، حول مسألة توسيع حدود الكيان الصهيوني ومساحته الصغيرة على الخريطة، أمر يحمل في طياته خطراً كبيراً، ويتجاوز فكرة استمالة أصوات اليهود الأمريكيين واللوبي الصهيوني.
وتستمر ردود الفعل بالازدياد ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة بايدن التي تُقدّم كافة أنواع الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة المحاصرة.
وبالنظر للانقسام الذي حدث داخل الحزب الديمقراطي، فمن المتوقع أن يتحول دعم جماعات اللوبي الصهيوني إلى المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" الذي يصرح بتأييده وانحيازه الكامل للكيان الصهيوني، فيما ستكون المرشحة الديمقراطية مؤيدة بدعم الليبراليين والأقليات العرقية والجاليات العربية الإسلامية إذا ما كان لها موقف واضح لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
ويرى الكثير من المحللين والنقاد أن الحرب العدوانية الوحشية على قطاع غزة قد أربكت المشهد السياسي في الداخل الأمريكي، وأن تداعيات هذه الحرب لن تقتصر على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولكن أيضًا على توجه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بشكل عام، في ظل احتمالية إعادة هيكلة مؤسسات صنع القرار عقب الانتخابات المقرر عقدها في نوفمبر القادم.