موقف اليمن مع فلسطين ليس ترفاً وإنما التزاما راسخا في ظل تخاذل عربي معيبصنعاء - سبأ : ينفرد الشعب اليمني من بين شعوب الأمة العربية والإسلامية، بموقفه المساند والمناصر لفلسطين وقضيته العادلة بصورة رسمية وشعبية لا مثيل لها، باعتباره ينطلق، في هذا الموقف، من التزام ديني واستجابة لواجب النصرة في ظل تخاذل عربي معيب ومخز. تتجلى تلك المواقف المشرفة، في حجم الخروج الأسبوعي المليوني في ساحات العاصمة صنعاء والمحافظات والمديريات، والذي يزداد تفاعلاً "كثافة وحجماً" لمواكبة التحديات التي تواجه الأمة وقضاياها المصيرية وفي مقدمتها القضية المركزية والأولى "فلسطين"، البوصلة التي تتجه إليها الأنظار سيما في ظل محاولة كيان العدو الصهيوني تصفية القضية الفلسطينية. الشعب اليمني لم يكل أو يمل منذ عملية السابع من أكتوبر 2023م، في تكريس موقفه الإيماني والإنساني والأخلاقي المساند للشعب الفلسطيني وما يتعرض له من حرب إبادة جماعية ، قولاً وفعلاً سواء من خلال الأنشطة الشعبية والفعاليات الرسمية أو المشاركة العسكرية الفاعلة في استهداف العدو في الأراضي المحتلة أو فرض حظر على سفن الكيان الإسرائيلي والمرتبطة به ومنع مرورها من البحرين الأحمر والعربي. ووفقاً لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الخميس الماضي، فإن جبهة الإسناد في يمن الإيمان، في إطار معركة "الفتح الموعود والجهاد المُقدَّس"، مستمرة في عملياتها المساندة للشعب الفلسطيني، ما رفع عدد السفن المستهدفة لارتباطها بالعدو الإسرائيلي، ولمخالفتها لقرار الحظر على العدو الإسرائيلي إلى 182 سفينة خلال 11 شهراً من معركة "طوفان الأقصى" وهو عدد مهم بالرغم من تَحوُّل مسار أكثر السفن من جهة المحيط الهندي. تصميم الشعب اليمني على مواصلة مساندة فلسطين، يؤكد مضيه على موقفه المبدئي والثابت وانطلاقاً من إيمانه بهذه القضية، طالما وهناك مظلومية، وجرائم يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وما يحصل في غزة من إبادة يجعل أبناء اليمن في حالة يقظة، بل لن يهدأ لهم بال ولن يرتاح لهم ضمير ولن يكونوا كحال بعض الشعوب، والمجتمعات التي مات ضميرها. فالشعب اليمني يستشعر مسؤوليته، تجاه ما يجري على الشعب الفلسطيني، من مذابح يومية لا مثيل لها في التاريخ المعاصر، لذلك فهو مستمرٌ طالما استمر العدو في غطرسته وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وسيظل سباقاً كما عُرف عنه من مواقف في إغاثة الملهوفين ونصرة المستضعفين عبر التاريخ، ولن يتأثر بمواقف المتخاذلين والمطبعين مع العدو المستهينة بدماء أطفال ونساء وشيوخ غزة وكل فلسطين ممن تُسفك دمائهم على مدار الساعة، دون أن تتحرك ضمائرهم أو مشاعرهم الإنسانية والأخوية والدينية. يقول السيد القائد "وقوف اليمن مع الشعب الفلسطيني جزءاً من الوفاء مع الله َتَعَالَى أولاً، وثانياً طالما وهناك ظلم، وجرائم يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، فإن شعبنا لن يهدأ له بال وليس حاله كحال البعض من الشعوب والمجتمعات التي مات ضميرها للأسف، شعبنا بتوفيق الله يعيش فعلاً حياة الإيمان، والضمير الإنساني ويستشعر مسؤوليته، ويتفاعل، ويتأثر، ويحزن، ويغضب، تجاه ما يجري على الشعب الفلسطيني؛ لذلك هو مستمرٌ في خروجه بالزخم الكبير، وبالكثافة من الفعاليات والأنشطة". لذا لم يكن تحرك الشعب اليمني، في نصرة القضية الفلسطينية ترفاً ولا عبثاً وإنما بدافع نصرة المظلوم، وأكثر الشعوب مظلومية هو الشعب الفلسطيني الذي يواجه منذ ثمانية عقود مظلومية لا مثيل لها من قبل أعداء الله والإنسانية، "اليهود الصهاينة"، الذين هم الأكثر إجراماً في كل المجتمعات البشرية. ووفقاً لقائد الثورة فإن التحرك فيه حياة للأمة وشرفها وعزتها وكرامتها وقوتها، وحضورها في الساحة لمواجهة الأعداء، والتحديات والأخطار، وهذه الاستجابة يترتب عليها الخير في الدنيا والآخرة، والشعب اليمني هو في موقف الشرف، ولم يتلطخ بعار التخاذل، الذي تَلَطَّخت به كثيرٌ من الشعوب. وخلاصة القول، فإن مواقف الشعب اليمني الرسمية والشعبية سيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته وستبقى منارة يقتدي بها الأجيال، للمضي على الدرب الذي اختطه اليمن بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي على اليمن وفلسطين، خاصة وأن ما قام به اليمن في مواجهة العدو الأمريكي، الصهيوني، البريطاني ليس لاستعراض القوة أو اكتساب السمعة وإنما في ظل ما وصل إليه الواقع العربي من عجر وتخاذل منقطع النظير؛ وهو في هذا يؤكد التزامه بواجبه الذي يمليه عليه دينه وضميره الإنساني والأخلاقي. |
|