div>صنعاء - سبأ :
وجه المشير مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى مساء اليوم، كلمة إلى أبناء الشعب اليمني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك .
فيما يلي نص الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحابته المنتجبين..أما بعد
شعبنا اليمني العزيز:
أتوجه إليكم وإلى كافة أبناء أمتنا العربية والإسلامية بالتهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران، شهر الجهاد والصبر، شهر القرآن، قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).
إن الله سبحانه وتعالى أوجب صيام هذا الشهر المبارك كمحطة تربوية وجهادية يتزود منها المسلمون طاقةً إيمانية لا غنى عنها لمواصلة السير في الحياة على بينة وهدى، ولتمنحهم القدرة الذاتية على مواجهة كل ما يعترضهم من تحديات وأزمات، وهو فرصة نستفيد في تعزيز صمودنا لمواجهة الأخطار التي تهدد أمتنا، ونتعرض لها كيمنيين وعلى رأسها العدوان الأمريكي السعودي المستمر على بلادنا للعام الخامس على التوالي.
يجب علينا جميعاً أن نولي اهتماماً بضرورة انعكاس فريضة الصيام على واقعنا العملي لتحقيق الهدف الأسمى من هذه الفريضة وهو التقوى باعتبارها غاية أساسية لشهر رمضان امتثالاً لقوله تعالى : كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.
أيها الأخوة والأخوات:
يحل علينا شهر رمضان المبارك ونحن نخوض معركة الكرامة والدفاع عن وطننا بمواجهة العدوان الأمريكي السعودي الساعي إلى احتلال أرضنا وسلب شعبنا حقه في الحرية والاستقلال.
وعليه وانطلاقاً من ثقتنا بالله وعدالة قضيتنا نؤكد على ضرورة تفعيل كل ما يعزز من حالة الصمود في كافة المجالات العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحفاظ على المكتسبات التي تحققت بعون الله تعالى معتمدين بعد الله على أنفسنا وتحركنا للدفاع عن أرضنا وشعبنا ووطننا وعدم الركون إلى المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي الذي أثبت طوال المراحل الماضية تواطؤه بالصمت على المجازر والجرائم المستمرة بحق الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء شعبنا اليمني العزيز واستهداف البنى التحتية العامة والخاصة.
الأخوة والأخوات:
إن الأخطار والتحديات والمؤامرات لا تزال تحيط بأمتنا الإسلامية بل إنها ازدادت وضوحاً خلال الفترة الماضية التي شهدنا فيها الخطوات الأمريكية المدانة والمستنكرة تجاه القدس المحتلة والجولان السوري المحتل، ونؤكد رفضنا المطلق لما يسمى صفقة القرن التي يرمي الأعداء من خلالها إلى تصفية القضية الفلسطينية ومصادرة حقوق الشعب الفلسطيني وأراضيه العربية المحتلة، بقيادة أمريكية معلنة وبتواطؤ وتعاون من قبل أنظمة العمالة التي هي نفسها تقوم بالوكالة عن أمريكا بالعدوان الوحشي على الشعب اليمني.
إننا أيضاً في هذا الإطار نشيد بيقظة الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة التي تنبهت لتلك المؤامرات وأكدت تمسكها بالقضية التي تعد القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية جمعاء مقدمة في ذلك التضحيات المشهودة بشكل يومي.
كما نشيد بالوعي الكبير الذي أبداه الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية ومركزيتها من خلال المسيرات غير المسبوقة التي شهدناها في الشهور الماضية تضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفضاً للخطوات الامريكية العدوانية تجاه القدس المحتلة ورفضه القاطع لكل أشكال التطبيع والتقارب مع الكيان الصهيوني.
الأخوة والأخوات:
تأكيداً على حرصنا على أمن واستقرار اليمن نجدد تمسكنا بالسلام العادل القائم على الشراكة بين كل مكونات الشعب اليمني وعلى أساس استقلال اليمن ووقف العدوان والحصار الجائر وإقامة علاقات ندية مع محيطنا قائمة على حسن الجوار والاحترام المتبادل، وعليه فإن أيدينا كانت وما تزال ممدودة للسلام.
كما نؤكد تمسكنا ودعمنا لاتفاق السويد الذي جاء ليلبي الجوانب الإنسانية تمهيداً للحل السياسي الشامل ، وندين استمرار دول العدوان في التعنت واختلاق العراقيل والعقبات التي حالت إلى الآن دون تنفيذ اتفاق الحديدة رغم المرونة والتعاون الإيجابي من قبل ممثلي وفدنا الوطني في اللجنة المشتركة وموافقتهم على المقترحات التي قدمها رئيس اللجنة التابع للأمم المتحدة.
إننا وفي ظل استمرار العدوان الوحشي والحصار الجائر وعرقلة اتفاق السويد نؤكد أنه لا خيار أمام شعبنا اليمني وقواته المسلحة جيشا ولجانا شعبية سوى الصمود ومواصلة معركة الدفاع عن الكرامة والأرض والعرض، وندعو أنباء شعبنا وقبائله الأبية إلى مواصلة مواقفهم المشرفة في دعم الجبهات بالمال والرجال والتي كان لها الدور الكبير فيما تحقق من إنجازات خلال السنوات الماضية وبطولات شهد عليها كل العالم.
الأخوة والأخوات:
إنه ومع حلول شهر رمضان المبارك نجدد مباركتنا لكافة منتسبي القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية على الانتصارات التي تحققت خلال الأيام الماضية في مختلف الجبهات، ونؤكد على ضرورة استمرار الجاهزية لتطهير اليمن من الغزاة وأعوانهم.
كما نجدد مباركتنا لكافة أبناء الشعب اليمني ولعوائل الشهداء والجرحى والأسرى بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ونؤكد على ضرورة استغلال هذا الشهر الكريم في تعزيز قيم التكافل الاجتماعي خصوصا في ظل ما يعانيه كافة أبناء شعبنا جراء استمرار العدوان الغاشم والحصار الجائر ، ونحث على أهمية الالتزام بأداء فريضة الزكاة التي تعد أحد أركان الإسلام التي ستخصص للفقراء والمحتاجين بحسب المصارف الشرعية بما يعزز التكافل الاجتماعي ويساعد على التخفيف من وطأة الفقر الذي يشهد حالات من المجاعة والفاقة التي تسبب بها العدوان والحصار، كما نحث المكلفين والشركات والمؤسسات على ضرورة التعاون مع الهيئة العامة للزكاة بما يحقق الغاية المنشودة منها.
الأخوة والأخوات:
لقد أطلقنا مؤخراً الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة بما يلبي تطلعات شعبنا اليمني في دولة تصون حقوقه وكرامته وتحمي سيادته، وعليه ندعو الحكومة والمؤسسات المعنية في الدولة إلى التعاون الجاد في تنفيذ هذه الرؤية ، كما نحث الحكومة على بذل مزيد من الجهود التي تصب في صالح تخفيف معاناة المواطنين وتعزيز صمود شعبنا اليمني العزيز.
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً على طاعته واستغلال شهره الكريم في الطاعات ونيل الأجر والثواب وأن يحمي بلادنا وشعبنا الصامد وأن يؤلف بيننا ويعزز وحدتنا الوطنية، وأن يرحَمَ شهداءَنا الأبرارَ، ويشفي جرحانا، ويفرج عن أسرانا، وأن ينصُرَنا بنصره، ويؤيِّدَنا بتأييده إنه سميع مجيب الدعاء.
وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبـأ