صنعاء - سبأ :
وجه المجلس السياسي الأعلى في اجتماعه اليوم برئاسة رئيس المجلس فخامة الأخ المشير الركن مهدي المشاط، بتسخير كافة إمكانات الدولة الصحية والأمنية والعسكرية لتجنيب اليمن مخاطر وصول الجائحة العالمية كورونا.
كما وجه المجلس السياسي الأعلى، الحكومة بإعفاء كل الخدمات ذات العلاقة بالاستعدادات المتعلقة بمواجهة هذا الوباء وتقديم ما يمكن من خدمات لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة تحت الإحتلال.
وحث على الاستفادة من خبرات وتجارب الدول التي غزاها فيروس كورونا واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية الاستباقية لمنع وصول الجائحة إلى اليمن.
ودعا المجلس السياسي الأعلى، المواطنين إلى أن يكونوا عند مستوى المسئولية والاستجابة الكاملة للإجراءات والأخذ بها للسيطرة على هذه الجائحة العالمية والتعافي منها.
وأدان المجلس، الإجراءات التي اتخذتها السعودية مؤخرا بفتح عدد من المنافذ وترحيل اليمنيين بشكل جماعي تحت مسميات مختلفة خاصة بعد إعلانها عن وجود حالات إصابة بفيروس كورونا لدى بعض مواطنيها والمقيمين فيها.. معتبراً الهدف من هذه الإجراءات الضغط على المنافذ الحدودية بما يسهل من انتشار وباء كورونا في الجمهورية اليمنية التي لازالت إلى حد الآن خاليةً منه.
وشدد على ضرورة التنسيق والتواصل على مدار الساعة لإعداد المنازل والفنادق والأماكن المناسبة وتوفير التجهيزات اللازمة للحجر الصحي المفروض على القادمين من خارج اليمن.
وفي الاجتماع، اطلع المجلس السياسي الأعلى، من رئيس اللجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات الدكتور حسين مقبولي ووزير الصحة الدكتور طه المتوكل على التدابير والإجراءات الاحترازية التي تقوم بها الأجهزة الرسمية في أمانة العاصمة وبقية المحافظات وفي مختلف المنافذ للوقاية من فيروس كورونا.
وتعرف على الجهود الحكومية لإنجاح المرحلة الوقائية لضمان عدم الانتقال للمرحلة الثانية .. مؤكدا أهمية تعاون وتكاتف كل الوزارات والمحافظات والمسئولين فيها.
كما أطلع المجلس على الجهود التطوعية التي تؤكد التضامن المجتمعي الكبير لتجنيب اليمن مخاطر وصول هذه الجائحة.
واستمع المجلس، للتقرير المقدم من اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة، حول الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها اللجنة ووزارة الصحة بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى وكذا التنسيق القائم مع القطاع الخاص بهذا الصدد.
واستعرض التقرير، نبذة عن الخطة الوطنية الطارئة لمواجهة فيروس كورونا وكذا التنسيق متعدد القطاعات لتوحيد الجهود لمواجهة تفشي فيروس كورونا والتقييم للمخاطر والسيناريوهات المحتملة في اليمن ونوع الاستجابة اللازمة لكل سيناريو .
وتضمن التقرير، الإجراءات التي تم انجازها فيما يخص فيروس كورونا ومخرجات اجتماعات اللجنة الفنية وغرفة العمليات المشتركة بخصوص الفيروس وكذا الدليل الوطني لمواجهته.
وتطرق التقرير، إلى الدور السلبي لمنظمة الصحة العالمية التي لازالت تتجاهل اليمن، كما تضمن تقييماً شاملاً لمستوى الخطر على اليمن خصوصاً في ظِل العدوان والحصار وضعف القطاع الصحي رغم التجهيزات التي تقوم بها وزاره الصحة ولجنة الأوبئة وفرق الإستجابة المشكّلة والتدريب القائم للكوادر الطبية التي وضعت في جهوزية كاملة لمواجهة أي طارئ .
وأشاد الإجتماع، بدور اللجنة وكذا دور الإعلام الحكومي والأهلي.. داعياً للمزيد من نشر الوعي بمخاطر هذا الوباء وإجراءات الوقاية منه، كما أثنى على دور رجال المال والأعمال والقطاع الخاص عموماً وما أبداه من تعاون مع اللجنة المعنية.
وأكد أهمية الالتزام بموجهات اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة ووزارة الصحة ومعاقبة المخالفين ومن بينهم كل من يشارك في عمليات التهريب للقادمين من خارج الوطن.
ونظرا للحصار المفروض على اليمن الذي يمنع ويعيق وصول الأدوية والأجهزة الطبية اللازمة لمواجهة أي انتشار لفيروس كورونا في اليمن، حث المجلس كافة اليمنيين المتواجدين في الخارج البقاء في أماكن إقامتهم حيث تتوفر الأدوية ووسائل العلاج اللازمة.
وفيما يخص الحجر الصحي، أكد المجلس على أهميته للقادمين من الخارج خاصة وأن العدد كان مفاجئا وبصورة غير منطقية.. مشددا على أهمية أن تعمل الحكومة بكل طاقتها لتوفير الظروف المناسبة لمن يخضعوا للحجر في المناطق المحددة كون انتقال الفيروس عبر أي حالة قد يسبب كارثة للبلد خصوصا وقد ثبت ذلك في كثير من الدول أخرها ليبيا التي اكتشفت فيها يوم أمس حالة ايجابية حاملة للفيروس وصلت من السعودية مطلع شهر مارس.
ووجه المجلس السياسي الأعلى، بمراعاة ظروف الأسر والعوائل في الحجر الصحي وتوفير الظروف والخدمات الخاصة لها في الحجر الصحي بشتى الوسائل الممكنة.
وأشار إلى أن ذلك يأتي في سياق حماية الفرد والمجتمع وهو من أهم واجبات الدولة .. داعيا لتفهم ذلك من قبل أبناء الشعب اليمني كون هذه الإجراءات تصب في صالحهم بدرجة أساسية.
كما حث الاجتماع، على سرعة إخراج من استكملوا فترة الحجر بعد إجراء الفحوصات اللازمة لهم والتأكد من سلامتهم.
وبمناسبة مرور خمس سنوات من الصمود والثبات، أثنى الاجتماع على التماسك المجتمعي الكبير ووقوف الشعب اليمني إلى جانب الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية والطيران المسير الذين كان لهم الدور الأبرز في الانتصارات الواسعة خلال العام الخامس للصمود والذي سيكون كذلك خلال العام السادس .
وأشار الاجتماع إلى أن الحماية والوقاية من أسباب انتقال فيروس كورونا هو تعزيز للصمود وتأكيد للانتصار على العدوان.. منبها بأن الشعب اليمني لن يسمح باستهدافه بصورة مباشرة أو غير مباشرة بفيروس كورونا أو غيره وسيلتحق بالجبهات لمواجهة العدوان وكسر الحصار في حال عدم الاستجابة لرفع الحصار ووقف العدوان.