صنعاء- سبأ:
عقدت بصنعاء اليوم ندوة بعنوان "مسؤولية الأمة تجاه المقدسات الإسلامية" نظمتها رابطة علماء اليمن.
وفي الندوة نوه عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي بتنظيم الندوة المنطلقة من حقائق تاريخية لتسليط الضوء على المقدسات الإسلامية والقضايا التي تهم الأمة العربية والإسلامية ومنها القضية الفلسطينية محور المقاومة والصراع وعدم الاستقرار في المنطقة.
ولفت إلى العلاقة بين أمريكا وإسرائيل وأدواتهما في تغذية الصراعات والمؤامرات والانقسامات والتصدعات في المنطقة العربية .. مشيرا إلى ما يتعرض له اليمن من عدوان بقيادة السعودية والإمارات أدوات أمريكا وإسرائيل في المنطقة.
وتطرق الرهوي إلى الأطماع الصهيونية الأمريكية تجاه بلدان المنطقة، خاصة اليمن الذي يتميز بمواقع استراتيجي وثروات متعددة وسعيهما للسيطرة على منافذه الهامة.
وأكد أن قوة أبناء اليمن تكّمن في توحدهم شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً وتمسكهم بكتاب الله عز وجل وصولاً إلى النصر الكامل والمؤزر على الأعداء .. منوها بما يسطره الجيش واللجان الشعبية من انتصارات في مختلف الجبهات والميادين ضد قوى العدوان والمرتزقة.
فيما أكد مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين أن ما تتعرض له المقدسات الإسلامية من تهويد وطمس للهوية، يتواجب على الجميع الاضطلاع بالمسئولية في مواجهة الطغيان والفساد والاستكبار وحماية المقدسات من دنس اليهود.
وقال" تنصل الكثير عن المسئولية تجاه القضية الفلسطينية وتكتشف في وقتنا الراهن كثير من الحقائق وظهرت حالات العمالة والمسارعة للتطبيع مع العدو، في وقت سجّل فيه اليمن مواقف مشرفة ورافضة لموالاة أعداء الله ورسوله والدفاع عن الكرامة والمقدسات".
واعتبر العلامة شرف الدين، ما يقوم به آل سعود من عدوان على اليمن وتغذية الصراعات وموالاة أمريكا وإسرائيل من خلال تنفيذ مخططاتهما في المنطقة، يتنافى مع مبادئ الإسلام دين السلام والعزة والتضحية.
وشدد على ضرورة تحرك الجميع وفي المقدمة العلماء لإحياء ضمير الأمة واستعادة وهجها في الدفاع عن قضاياها .. معتبراً السكوت عن ذلك خيانة لله ورسوله ومبادئ الأنبياء والصالحين.
وقدّمت في الندوة ورقتا عمل الأولى بعنوان "مصداقية أن فلسطين قضية الأمة الأولى والمركزية " تناول فيها عضو الرابطة طه الحاضري الأهمية التاريخية والحضارية للقضية الفلسطينية من خلال محورين الأول كيفية نشأة الكيان الصهيوني ولماذا؟ .. مستعرضاً خلفية تاريخية لنشأة الكيان الصهيوني وزرعه في قلب الأمة العربية والإسلامية ووظيفته وأهدافه.
وتطرقت الورقة إلى المحطات التاريخية الفارقة في قضية فلسطين منذ مؤتمر بازل السويسري 1897 الذي دعا فيه هرتزل لمناقشة العمل على إقامة وطن قومي لليهود واختيار فلسطين أرضاً لهم، وتم خلاله التأكيد على جعل المنطقة العربية في حالة تفكك وتمزق وصراع مستمر.
ولفت الحاضري إلى الدور الغربي خاصة بريطانيا كقوة استعمارية في احتلال الصهاينة لفلسطين ومساهمة أنظمة عربية "السعودية والامارات" وخضوعهما لقوى الاستكبار العالمي في شرعنة إقامة دولة صهيونية على أرض فلسطين وتنفيذ أجنداتها ومخططاتها بالمنطقة.
فيما سلط المحور الثاني للورقة الضوء على مواقف الدول العربية التاريخية تجاه فلسطين .. مستعرضا قرارات القمم العربية حول مشكلة فلسطين واختلاف مواقف السعودية والامارات التي غلّب عليها الطابع الانهزامي والانحراف عن الخط الديني والقومي والتخلي الواضح عن القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني.
فيما أشار الدكتور حمود الأهنومي بالورقة الثانية إلى واجب الأمة نحو المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجدين الحرام والأقصى ورزوحهما تحت نير طغاة آل سعود وبني صهيون.
ولفت إلى مساعي الأمة ومحور المقاومة في حماية المقدسات الإسلامية واستعادتها من خلال التصحيح الثقافي لجذور التطبيع في التراث الاسلامي ومواجهة التطبيع وتحرير المقدسات من الهيمنة والاحتلال الصهيوني.
وخرجت الندوة بجملة من التوصيات أكدت أن المسئولية تجاه المقدسات الإسلامية عامة وليست خاصة .. مؤكداً ضرورة أن تكون الشعوب الإسلامية أكثر وعياً وتحملاً للمسؤولية تجاه الاستهداف اليهودي للمسجد الأقصى والتوظيف السعودي للحرمين الشريفين.
وجدد البيان رفض رابطة علماء اليمن وتحريمها المطلق لأي تقارب مع الكيان الصهيوني واعتبار التقارب معه خيانة كبرى والتأكيد على أهمية الصدع بكلمة الحق من قبل العلماء والأطباء والمرشدين بما تتعرض له الأمة ومقدساتها من استهداف من اليهود وأدواتهم.
وأدانت الرابطة المجازر الوحشية التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي في محافظتي حجة والجوف بحق المدنيين من النساء والأطفال .. داعية أبناء الشعب اليمني إلى النفير العام ورفد الجبهات بالرجال والعتاد للدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره.
ولفت البيان إلى أن العدوان على اليمن والعراق وسوريا والتآمر على لبنان وإيران وليبيا والدول العربية والإسلامية يأتي ضمن مشروع ومخطط أمريكي بريطاني صهيوني مدروس تموله دول الخليج ويروج له علماء السوء بفتاواهم التي تذّكي نار الفتنة بين المسلمين.