نص الكلمة الثانية للسيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي حول الخطوات الثورية التصعيدية الثانية 1435هـ 2014م


https://sabanews.info/ar/news3159760.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
نص الكلمة الثانية للسيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي حول الخطوات الثورية التصعيدية الثانية 1435هـ 2014م
[13/ أكتوبر/2021]


صنعاء - سبأ :

الأربعاء, 27  / 8 / 2014م

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.

أيها الإخوة والأخوات ،، يا شعبنا اليمني العظيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛

وسلامٌ خاص إلى كل المرابطين في مخيمات وساحات الإعتصام، وإلى جماهير شعبنا اليمني العظيم، الذين يخرجون في المظاهرات والمسيرات، حاملين لقضيتهم العادلة، مصممين على التحرك الجاد إلى حين الإستجابة لمطالبهم المشروعة.

وبادئ ذي بدءٍ فإننا وبكل - سرور وبكل ارتياح - وبكل شكرٍ لله العلي العظيم الكريم، القوي العزيز المقتدر، نبارك ونهنئ شعبنا الفلسطيني العظيم، الصابر الصامد، على الإنتصار الذي منّ الله به عليه، حيث فشلت وأخفقت وهزمت إسرائيل في عدوانها على غزة فشلاً ذريعاً، وبعد واحدٍ وخمسين يوماً من الثبات والصمود والتوكل على الله، منّ الله بالنصر على شعبنا الفلسطيني العظيم، وحقق له الثبات والوصول إلى الغاية المهمة التي بها تحقق له رد العدوان، ودفع العدوان الإسرائيلي.

هذا الإنتصار الفلسطيني هو: إن شاء الله وبفضل الله، وبمنّ الله خطوة إلى الأمام، من نصرٍ إن شاء الله إلى نصر، حتى يتحقق لشعبنا الفلسطيني العظيم، والصابر والثابت - يتحقق له إن شاء الله النصر الحاسم، والفتح المبين، والخلاص من شر إسرائيل، ومن طغيان العدو الإسرائيلي، ومن احتلاله.

إن هذا النصر العظيم والمهم، والذي تحقق بفضل الله سبحانه وتعالى، وبما وفق الله به المقاومة الفلسطينية، والمجاهدين الفلسطينيين الذين ثبّت الله أقدامهم، وصوّب رميهم، وأعانهم، وأنزل عليهم السكينة، وبتوفيقه ثبتوا وبمعونته صمدوا، وبما وفق الله به شعبنا الفلسطيني في غزة أولاً، وفي سائر فلسطين ثانياً، بما وفق الله به هذا الشعب من الثبات والإحتضان المستمر للمقاومة وللمجاهدين، وللثبات على موقفه المؤيد والمساند والداعم لمقاومته ومجاهديه. هذا النصر العظيم والفتح المبين، فيه دروسٌ مهمه، وبالتأكيد: وبفضل الله سيكون له انعكاساته الإيجابية في المنطقة بكلها.

الدرس الأول: أن إسرائيل بكل امكانياتها الهائلة وبكل جبروتها، بعتادها الحربي الهائل، بالدعم الأمريكي المفتوح والشراكة الأمريكية مع إسرائيل، أمريكا فتحت لها المخازن .. مخازن السلاح، وقدمت لها أيضاً مئات الملايين من الدولارات، وأمريكا وفّرت لها الغطاء السياسي في العالم، وأمريكا وقفت جبناً إلى جنب مع العدوان الإسرائيلي في كل مراحله، لكن أمريكا وإسرائيل إضافةً إلى الدعم الدولي من دولٍ أخرى خصوصاً في الغرب، وكذلك على مستوى بعض الدول العربية التي تواطأت إلى حدٍ كبير مع إسرائيل في عدوانها على شعبنا الفلسطيني العظيم. مع كل ذلك .. مع كل ذلك، هُزمت إسرائيل، فشلت إسرائيل، وخسرت إسرائيل الحرب، مع أنها فعلاً دمرت، قتلت، إرتكبت الكثير من الجرائم البشعة والفظيعة، هذا هو جهد الطغاة والظالمين والمستكبرين، يمكنهم أن يظلموا أن يرتكبوا أبشع الجرائم، ولكنه يمكن لإرادتهم أن تنكسر، ويمكن أن ينهزموا، لأنهم ليسوا قدراً محتوماً، وقضاءً حتمياً لا رادَّ له، ولا مفرّ منه "لا".

أيضاً في المقابل وهو: "الدرس الآخر المهم" أن شعبنا الفلسطيني العظيم، وهو شعبٌ أعزل، بمقاومته ومجاهديه الصامدين، وهي: "مقاومة محاصرة"! تمكن مع وجود الخذلان العربي من حوله، ووجود التواطؤ من البعض ..من بعض الجهات الرسمية العربية عليه - مع كل ذلك - مع الحصار، مع العزلة، مع الخذلان، لكنه بثباته، وتصميمه، واعتماده على الله، وبما كان قد أعده بتحركه الصحيح، العملي، الجاد، المقاوم، المجاهد، وبثباته العظيم وبصبره في مواجهة الأخطار والتحديات والمعانآة، لكنه بذلك - بهذا الصبر، بهذا الثبات، بهذا التحرك العملي الجاد تمكن أن يصنع بفضل الله نصراً، وأن يرد كيد المعتدين، "وفي هذا درسٌ مهمٌ جداً شعوبنا اليوم أحوج ما تكون إلى الإستفادة منه."

ومن هذا الدرس وخصوصاً ومنطقتنا بشكلٍ عام تشهد مرحلةً خطرةً وحساسة، وظرفاً حساساً وعصيباً، واقعاً سيئاً ومريراً! استهدافاً غير مسبوق من قوى الشر والطغيان، بأدواتها المحلية المزروعة في أوساط الأمة التي تلعب الدور السيئ من داخل الأمة لصالح أعدائها! شعوبنا اليوم في هذا الظرف، في هذه المرحلة، في هذا الواقع السيئ أحوج ما تكون إلى الإستفادة من هذا الدرس، أنه لا بد لها كشعوبٍ مسلمةٍ بقيمها بإيمانها أن تتحرك بالتوكل على الله، وبوعيٍ وفهمٍ صحيح لطبيعة الواقع والتحديات والأخطار، ومنبع الخطورة، وبجديةٍ بمستوى المسؤولية - أن تتحرك بثباتٍ واستمراريةٍ ووعيٍ في الإتجاه الصحيح - لتدفع عن نفسها الشر، ولتدفع عن نفسها الخطر، ولترد عن نفسها العدوان، ولتؤسس لنفسها المستقبل الواعد، وإلا بقي الوضع، والحال أن تكون الشعوب غافلةً عما يحيط بها من مؤامرات ومكائد، وعما يفعله بها أعداؤها ، ومتجاهلةً لمسؤوليتها - هنا الخطر .. هنا الخطر الكبير، معنى ذلك أن يزداد الوضع سوءاً، وأن يتجه مسار الشعوب نحو الإخفاق، ونحو الإنحطاط، وإلى الأسفل.

إننا في هذا السياق المهم - سياق النصر الفلسطيني، الذي يعد بحقٍ بشارةً لكل الشعوب المظلومة، لكل الشعوب المضطهدة، لكل الشعوب المقهورة، يُعَدُّ بشارةً مهمةً، ويُعَدُّ حافزاً يعزز الأمل بالله العظيم، ألا تقلق هذه الشعوب وأنها حينما تتحرك بمسؤوليتها، وبوعي، وبجدية كما ينبغي عليها أن تكون، فإن الله معها، وهذا هو المهم. لو وقف الآخرون بكل ما لديهم من إمكانات وتآمروا، ومكروا، وحاولوا أن يفرضوا حالة الطغيان، وسيطرة الظالمين والفاسدين والمستبدين، في حال وقفت الشعوب مع الله، واعتمدت عليه، وقامت بمسؤوليتها فإن العاقبة لها، وإن النصر لها، وإن الله معها وهو خير الناصرين، نعم المولى ونعم النصير.

لا يخفى على من يتابع الوضع العام في المنطقة بشكلٍ عام - لا يخفى عليه طبيعة الخطورة القائمة في المنطقة، ما يحصل في سوريا، ما يحصل العراق، ما يحصل في ليبيا، ما يسعى أعداء الأمة إلى أن يتعمم في أوساط بقية الشعوب وبقية البلدان، هو خطرٌ حقيقي، لا يمكن دفعه إلا بتحركٍ جادٍ وواعٍ وعملي.لا يمكن أن يُدْفَع هذا الشر وهذا الخطر وهذا السوء - لا يمكن أن يدفع بأمانٍ وتمنيات، ولا براهنٍ على الأوهام أبداً.لا بد للشعوب أن تدرك هي أنها هي المعنية أولاً بشأنها وأمرها، وأن على يدها سيرسم الله لها مستقبلها، إن خيراً فخير، وإن شراً فشرّ.

ومن هنا نأتي إلى واقعنا على مستوى بلدنا (اليمن) كررنا في مقاماتٍ كثيرة، التأكيد على أن بلدنا لا يعيش بحالٍ منعزلة عن واقع المنطقة العام "لا" حال بلدنا كحال بقية البلدان في المنطقة، والبلدان المستهدفة بالدرجة الأولى، في المقام الأول، هذا هو حاله، مستهدفٌ بالتأكيد، والإستهداف بشكلٍ أكبر هو لشعبنا اليمني العظيم! إستهداف شامل ،إستهداف له حتى يعيش الواقع الذي هو قائم في بقية البلدان وأسوأ! يُراد له أن يكون شعباً منكوباً لا يعيش لا أمناً ولا إستقراراً ولا رخاءً! يراد له أن يعيش دائماً في حالة البؤس، وفي حالة الفقر، وفي حالة الحرمان! يراد له أن يهدر كرامته، أن يتحول الى شعبٍ متسوّل! أن يتحول إلى ملايين اليمنيين إلى لاجئين، وإلى متسولين! ويراد له أن يكون شعباً يعيش مذابح التكفيرين، ويعيش الإبادة الجماعية للدو اعش! هكذا يراد له أن لا يعيش لا أمناً ولا استقراراً ولا رخاءً إقتصادياً! والمؤسف في كل هذا- حينما تكون الجهة المسئولة في المقام الأول أمام الله وأمام الشعب - بحماية هذا الشعب، بالعناية بأمر هذا الشعب، بدفع الخطر عن هذا الشعب، بمواجهة التحديات التي تتوجه إلى هذا الشعب، بالإهتمام بأمر هذا الشعب على كل المستويات، بالسهر على حمايتة وأمنة واستقراره، بالإهتمام بوضعه الإقتصادي.

حينما تصبح وهي الحكومة هي بذاتها أداةً من أدوات سحق هذا الشعب، وضرب هذا الشعب، وتدمير مستقبل هذا الشعب، والتآمر على كل المستويات على هذا الشعب هذه مأسآة، هذه كارثة، هذه مسألة في غاية الخطورة، وهذا ما هو واقع .

الدور الذي تقوم به الحكومة في البلد هو: دورٌ سلبيٌ للغاية! الواقع يشهد الواقع الملموس المؤكد الذي يحس به كل إنسانٍ يمني يشهد وشهادةً حقيقة، شهادةً صادقة. نحن هنا لا ندعي، ولسنا في سياق مناكفات إعلامية، ولسنا حتى في سبيل التهجم والمزايدات "كلا" نحن نتحدث عن حقائق ومن واقع الشعور بالمسؤولية، نتحدث بهذا الحقائق لأننا نعتبر أنفسنا كيمنيين متحملين للمسؤولية تجاه أنفسنا تجاه أبنائنا تجاه مستقبلنا تجاه واقعنا بكله ، لا يملك احدٌ أياً كان من الداخل أو من الخارج - لا يملك الحق في أن يقول لنا اسكتوا، اسكتوا عن امركم، اسكتوا عن شأنكم، اسكتوا عن واقعكم، اسكتوا عن ما تعانون، اسكتوا عن الخطر الذي يواجهكم، أنتم غير معنيين بأنفسكم، لا يمتلك أحد نهائياً الحق في أن يقول لنا كشعبٍ يمني مثل هذا الكلام "كلا"  فلذلك نحن نتحدث عن حقائق وحقائق ملموسة، وتقريباً كلُّ مواطنٍ يمنيٍ يلمسها، كل المواطنين اليمنيين، كل الشعب اليمني، في الجيش والمواطنين، الكل يئن، الكل يعاني، الكل يشعر، أن هناك إختلالاً رهيباً، أن هناك تدهوراً مستمراً ممنهجاً ..تدهورا يعني: هذا الحكومة بسياستها الخاطئة والفاشلة والكارثية إلى أين تتجه بنا؟ إلى أين تتجه بمستقبلنا؟ ماذا تريده منا كشعب يمني وهي تسعى لإفقارنا وتجويعنا وهي لم توفر لنا الأمن؟! ما الذي بقي لها من مسؤوليات إذا هي فشلت وأخفقت إلى حدٍ كبيرٍ جداً في توفير الخدمات الأساسية! وإذا هي لم تحقق الأمن وإذا هي أيضاً لم تحقق الإستقرار لا السياسي ولا الإجتماعي ولا الاقتصادي، وإذا هي أخفقت الى حدٍ فظيع على المستوى الإقتصادي وهي تتجه بالشعب نحو حالة الفقر "المدقع" نحو حالة التسول.

اليوم هناك الآلآف من أبناء شعبنا اليمني يذهبون لأخذ قوتهم وطعامهم من القمامات! هذا أمر مؤسف، هناك الآلآف من أبناء شعبنا اليمني أيضاً يترصدون ما يتبقى في المطاعم بعد أصحاب الوجبات ليأكلوه وبكل لهفة ومن واقع الشعور الشديد بالحاجة!.

اليوم حالة الإتجار بالبشر وبيع الأطفال، بيع كرامة الانسان اليمني هي حالة قائمة على نحوٍ مؤسف! هذا الواقع السيئ، المرير، البئيس الذي يعيشه شعبنا هل يريد الآخرون منا أن نسكت عنه كشعبٍ يمني؟! بأي حق على، أي أساس، هل يريدون منا أن نتحمل الثمن الباهض والكارثي والموجع الذي يمس كرامتنا كشعبٍ يمني؟! يريدون منا أن نتحمل هذا الثمن الذي هو ثمن فشلهم وإخفاقهم! الذي هو ثمن سياساتهم الخاطئة التي غابت في أولوياتها وحساباتها أوجاع وهموم الشعب اليمني العظيم! .لا يشك أحد إلاّ من يريد أن يكابر من باب المكابرة وليس من باب الشك أن الحكومة فشلت وأخفقت واتجهت بالأمور نحو الأسوأ، وتكلم الكثير عن فشلها على المستوى الداخلي والخارجي، حتى الأحزاب المشاركة في هذه الحكومة هي تتحدث عن فشل وإخفاق هذه الحكومة وبالتالي: من نتائج فشلها أن أوصلت الوضع القائم في البلد إلى ما هو عليه! وضع كارثي بكل ما تعنيه الكلمة! وضع سيء بكل ما تعنية الكلمة! وينذر أيضا بما هو أسوأ ويتجه بالشعب وبالبلد نحو الأسوأ الفظيع جداً والذي لا يُحْتَمَل.

نحن كشعبٍ يمنيٍ مسلم أولاً: مسئولون نتحمل مسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه أجيالنا اللاحقة حتى لو رضينا على أنفسنا كشعبٍ يمني ولا يمكن أن نرضى أبداً لأننا شعبٌ نحمل القيم ..قيم الإسلام والقيم الإنسانية الفطرية، لأننا أحرار وكرماء، شعبنا اليمني شعبٌ حرٌ وكريمٌ وأبيٌ له نخوته، له شهامته، له إباءة، له كرامته التي لا يقبل أن تصادر، لكن لو افترضنا والعياذ بالله وقبلنا لشلة قليلة من الفاسدين، والنفعيين، والرجعيين، والمستبدين، والفاسدين، والناهبين أن يستأثروا بثروة بلدنا وأن يصادروا حقنا في العيش الكريم! وأن يهينونا، وأن يذلونا، وأن يقهرونا، وأن يتحكموا بنا، وأن يتجاروا بنا لدى الخارج، وأن يفعلوا لكل ما يحلوا لهم! ماذا سنقول لأجيالنا اللاحقة؟ ماذا نقول لأجيالنا القادمة حينما تأتي الى وضعٍ بئيس؟ حينما تأتي في مرحلة من المراحل وقد أصبح الوضع السائد في بلد كان يُفتَرض له ولديه كل المقومات المعنوية والأخلاقية والمادية التي تجعل منه شعباً كريماً، مستقلاً، حراً، عزيزاً، شامخاً، ثابتاً، صامداً، له قيمة له أخلاقه، له مشروعه، له دوره الحضاري في الحياة.

ورأوا في واقعهم شعباً متسولاً، فقيراً، بئيساً، مليئاً بحالات الجرائم والأمور الفظيعة والسلبية! ماذا يمكن أن نقول لهم؟ إذاً نحن مسئولون أمام الله أولاً حتى أنفسنا ..حتى أنفسنا لاحظوا؟ في الشرع الإسلامي، في الشريعة الإسلامية لم يأذن الله سبحانه وتعالى ولم يرخِّص للإنسان نفسه - أن يقتل نفسه أو أن يضر بنفسه، لم يشرّع للإنسان{ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً}النساء29 حالة أن تنتحر وتقتل نفسك عبثاً، أو ظلماً، أو غشماً، هذه حالة غير مقبولة حتى لك أنت! ما بالك أن تكون من الناس عليك، وأيُّ ناس؟ شلة من الفاسدين ..شلة من الفاسدين! هل يحق لأولئك أن يستحوذوا على خيرات ومقدرات أكثر من 24 مليون يمني؟ هل يحق لهم أن تُصادَر كرامة شعبٍ بأكمله؟ وإرادة شعبٍ بأجمعه من أجلهم هم؟! فيعيشوا ملايين اليمنيين ..ملايين الأسر اليمنية وهي تحمل الهمّ الكبير، وتعاني المشقة الشديدة لتوفر لنفسها لقمة الخبز، وأولئك العابثين الذين يُهدرون المليارات في غير محلها! بأي حق؟ بأي مبرر؟ بأي شرعية؟ "لا وكلا" هذا غير مقبول أبداً.

نحن كشعبٍ يمني حينما تحركنا هذا التحرك الشعبي الواسع الكبير والعظيم، والذي بحقٍ يمثّل كل فئات الشعب، بجميع أطيافه وتياراته ومذاهبه ومعظم مناطقه، هذا التحرك الواسع والكبير هو من منطلق معانآة حقيقية يعني: ما هناك أحد ضحك على الشعب اليمني"لا" وليس هذا التحرك تحت عناوين وهمية "لا" تحرك واقعي، وتحرك قائم على أساس مطالب واضحة ومحددة ومشروعة ليس فيها مغالطة، وليست مطالب تعجيزية، ولا مطالب لا داعي لها ليست مطالب ترفية "لا", لا هي مطالب ترفيّة، ولا هي مطالب تعجيزية، ولا هي أيضاً مطالب غير مشروعة "كلا" مطالب واضحة، منشأها حق ومن واقع معانآة حقيقية. هذا التحرك الواسع والكبير بفضل الله وبحمد الله كان فاعلاً وكان مؤثراً، نحن ندرك مدى الإنزعاج والقلق غير المسبوق للثُّلة الفاسدة والعابثة بهذا البلد، والمتلعِّبة بهذا البلد، الشلّة المتآمرة مع الخارج دائماً والمتقاسمة معه - النفوذ والسيطرة والثروة. الإنزعاج الكبير جداً جداً لهذا التحرك الشعبي لأنه تحرك شعبي جاد، ولُمِسَت جديتُه، من يرى وجوه الآلاف من أبناء شعبنا اليمني في ساحات الإعتصام، وفي المسيرات والمظاهرات ويرى وجوههم - يرى فيها الجدية والصدق، يرى فيها التصميم والإرادة والعزم، يرى فيها أنها فعلاً  تعي ما تقول وتعي ما تفعل، وتحركت بوعي وبمسؤولية وبتصميم وبعزيمة كبيرة وبالتالي: هذا التحرك الجاد والفاعل كان مزعجاً للآخرين، مما يتميز به هذا التحرك الشعبي الكبير أنه نظيف ..نظيف، لم يتلوّث، ولم يأتي من يركب موجته ليسيطر عليه ويصادر قراره وأهدافه وتوجهاته "لا" تحرك يمثل الشعب ..الشعب ولا شيء غير الشعب، تحرك ينبُع من واقع ما يعانيه هذا الشعب، تحركٌ صادق، وتحركٌ نظيف، وتحركٌ مسئول، وتحركٌ جاد، وبعزيمةٍ وإرادةٍ وتوكلٍ على الله سبحانه وتعالى، وخطوات إيجابية ومنظمة وفي الإطار السلمي - وهذا واضح، مهما تكلم الآخرون عن "العنف والعنف والعنف" لا شيء هناك، لا عن من جانب هؤلآء المتظاهرين والمعتصمين، العنف إن كان ثمة عنف فهو ما قد حصل من أولئك ..من أولئك الظالمين، المستبدين، والفاسدين، أما الخيار السلمي فهو الخيار القائم ولا نحتاج إلى تطويل في هذا الكلام لأن الواقع يشهد. على كلٍ الخطوات هي مزعجة، هذا شيء جيد، هذه استراتيجية لهذا التصعيد الثوري، وستظل استراتيجية ومعنى أنها مزعجة أن التحرك والتصعيد الثوري سيكون على النحو الذي يقلق أولئك الفاسدين، لأنهم تعاملوا في كل ما سبق مع هذا الشعب بصمم، ولا مبالاة، وبتجاهل، وبلا احترام، ولأنهم لؤماء كانوا بحاجة إلى أن يكون التحرك على نحوٍ يزعجهم.

المخيمات الموجودة في مداخل العاصمة والتي هي باحتضان شعبي من الأهالي هناك لأن أحبائنا وأهالينا وإخوتنا من سكان العاصمة صنعاء، ومن سكان محافظة صنعاء في محيطها هم في طليعة شعبنا، في طليعة الثوار، هم: أصلاً جزءٌ من هذا الشعب اليمني يعانون كما يعاني بقية الشعب، صوتهم صوت هذا الشعب، موقفهم موقف هذا الشعب بكله، الموقف واحد، والصوت واحد، والهم واحد، والموقف واحد، والمعاناة واحدة.

وبالتالي: الوفود التي احتشدت من بعض المحافظات اليمنية إلى تلك لمخيمات في محافظة صنعاء - في محيط مدينة صنعاء هي: باحتضان شعبي من السكان سواءً في العاصمة، أو في محيط العاصمة (في المحافظة) هي باحتضان شعبي لأن أولئك أصلاً تواجدوا ليكونوا جنباً إلى جنب مع سكان العاصمة، وليكونوا جنباً إلى جنب مع كذلك سكان المحافظة (محافظة صنعاء) وبالتالي: تواجدهم هو إيجابي، ونحن ندرك بالتأكيد - أن هذا التواجد مثّل قلقاً حقيقياً، وإزعاجاً كبيراً للشلّة الفاسدة "وهذا شيء جيد" من الجيد، من المفيد، من المهم أن ينزعجوا، من المهم أن يقلقوا لأنهم بدون أن ينزعجوا، بدون أن يقلقوا لا يمكن أبداً أن يلتفتوا إلى هذا الشعب! لا يمكن أن يسمعوا لصوته! لا يمكن أن يتفاعلوا مع مطالبه لأنهم قد وصلوا إلى حالة عجيبة من التبلُّد والتجاهل والفظاظة والغلظة! لم يعد فيهم لا رحمة بهذا الشعب، ولا إنسانية تجاه هذا الشعب، ولا أبداً مشاركة لهذا الشعب في همه ووجعه ومعاناته "لا" أتخمتهم المليارات، أتخمتهم المبالغ الهائلة التي جنوها وكسبوها من عرق ودم ودمع هذا الشعب المسكين المظلوم! ولذلك غلظوا إلى حدٍ كبير لم يعودوا يتأوهون ولا يحسون بأوجاع هذا الشعب للأسف الشديد. وبالتالي كانت الإستراتيجية التي نعتمد عليها كشعبٍ يمني أن نفعل سلمياً ما يزعجهم، وأن نتحرك سلمياً بالشكل الذي يلفت أنظارهم ليلتفتوا ليسمعوا، ليسمعوا الصوت المحق والموجوع لهذا الشعب الذي له قضيته العادلة، ومطالبة العادلة. إنزعاجهم ليس مردُّه لأن هذا الشعب شعبٌ غشومٌ أو ظلوم "لا.لا" هم يعرفون هذا الشعب أنه شعب كريم، وأنه شعب له قيمه وأخلاقه. ولكن هم كانوا يريدون أن تكون المعادلة مختلفة في مشكلتهم مع شعبهم - كانوا يريدون لشعبهم حتى لو تحرك أن يمد رقابة للسكاكين! وأن يمد رأسه حتى يسحقوه بأقدامهم! كانوا يريدون لهذا الشعب ألا يتحرك تحركاً قوياً، كانوا يريدون له حتى لو تحرك أن يتحرك ويتحمل الصفعات ..ويتحمل الصفعات! ويحني الرؤوس، ويمد الرقاب، لكنا نقول لهم "لا" ثورتنا من نوعٍ آخر، سلمية قوية ..سلمية قوية، وسلمية حرة، وسلمية بكرامة، وليس سلمية بإحناء رؤوس، ولا بمد رقاب، ولا باسترخاص دماء "لا وألف لا" إنه الشعب اليمني الذي سيكون بتاريخه الذي يستأنفه حراً وعزيزاً وأبياً، لا يخنع للظالمين، ولا للمستبدين، ولا للمستكبرين، لا يحّول مصيره ومستقبلة بيد العابثين الذين لا يستشعرون المسئولية تجاهه.

هذا التحرك وأبشّر شعبنا، وكذلك أبشّر الإخوة الأعزاء المتواجدين في مخيمات الإعتصام - هذا التحرك فاعل لا تقلقوا أقول: هذا لشعبنا - أقول: هذا للثوار الأعزاء لا تقلقوا، لا تملُّوا، ولا تكلُّوا أبداً. تحرككم فاعل، مؤثّر، مقلق، هم يصيحون منه في الليل وفي النهار، هم يستنجدون بالخارج (بالدول العشر وأكثر من ذلك) هم في حالة من الإرباك غير المسبوق.

هذا التحرك الشعبي الواسع الذي يمثل كل أطياف هذا الشعب، وكل فئات هذا الشعب، وكل مذاهب وطوائف هذا الشعب - أحدث اهتزازاً للشلة الفاسدة والمستبدة والعابثة والمستهترة اهتزازاً غير مسبوق، وأؤكد لكم غير مسبوق. لذالك ما علينا إلاّ الإستمرار - إلاّ الإستمرار وإلاّ المواصلة، لأننا نتحرك في قضيةٍ عادلة ومطالب مشروعة، وأكرر لا هي ترفية، ولا هي تعجيزية، ولا هي مطالب ظالمة، غير محقة ولا عادلة. هي: منطقية، معقولة، صحيحة، مشروعة، مفروضة، هو الذي ينبغي أن يكون - هذا الذي ينبغي أن يكون، هذا هو الشيء الصحيح أن يكون لبلدنا ولشعبنا حكومة - حكومة كفاءات ، حكومة نزيهة، حكومة تخدمه ولا تستخدمه، حكومة تقدم له ولا تعصره وتحاول أن تأخذ منه كل شيء، حكومة تهتم كل الإهتمام بأن توفر لهذا الشعب مقومات العيش الكريم لا أن تنازعه على لقمة عيشة وأن تنازعه على رزقه وقوته.

وبالتالي نحن كشعبٍ يمني بهذا التحرك المشروع، بوسائله المشروعة، بخطواته المدروسة، بتصعيده الثوري، بالخطوات أيضاً والخيارات السلمية المزعجة التي تجعل أولئك يلتفتون إلى مطالب هذا الشعب. ينبغي أن نستمر بدون كلل ولا ملل .

الآن هم في الموقف الضيق والموقف الخاطئ، هم: من ينبغي أن ننظر إليهم في واقعهم أنهم في الواقع الخطأ أما نحن كشعبٍ يمني نحن في الموقف الصحيح الذي ينبغي، الموقف المفترض بنا كشعب له قيمه وله استحقاقات تجاه أولئك. هذا أولاً - أنا أؤكد وأطمئن أن هذا التحرك فاعل، ومؤثر، وأنه لا قلق أبداً لا تقلقوا أقول: لكل الثوار لكل الإخوة في ساحات الاعتصام، كل لحظةٍ تمضونها حتى اللحظات التي أنتم فيها نيام هم يسهرون قلقاً، واللحظات التي تجلسون فيها هم بين جلوس وقعود وقيام وحالات غير متّزنة وإرباك شديد.

لذلك هذا شيء عظيم، من نعمة الله علينا أن يكون تحركنا كشعب في مطالبتنا باستحقاقات لنا كشعب تحركاً فاعلاً ومؤثراً وإيجابياً يصرخون منه في الليل وفي النهار.

أيضاً ليس هناك خيارٌ آخر ولا رهان آخر يعني: ليس هناك أبداً من خيار يمكن أن نراهن عليه غير التحرك الفاعل، والمؤثر، والقوي، والمشروع وأيضاً السلمي - هذا خيار أساسي وخيار وحيد أمام شعبنا اليمني. شعبنا اليمني بما يعانيه في حاضرة وتجاه مستقبلة المظلم لو بقيت الأمور على نحو ما تُسيّرُه هذه الحكومة بفشلها الذريع يمكن للأمور أن تتجه إلى كارثة. ما هناك خيار أمام شعبنا اليمني إلاّ أن يتحرك وهذا شيء طبيعي، يعني ليس مقلقاً هذا شيء جيد يمكن للناس أن يتحركوا، أي مشكلة في ذلك ..أي مشكلة في ذلك - الخطر هو لو سكت الناس، لو تركوا حاضرهم ومستقبلهم ومصيرهم بأيدي أولئك العابثين والمستهترين والفاسدين الذين لا يفكرون إلا بأنفسهم ولا يفكرون بشعبهم ولا حتى يحترمونه، ولذلك طالما أنه ليس هناك من خيار آخر ولا رهان آخر كما كررت - وتكريري لهذا الموضوع لأهمية الإستمرارية ..الإستمرارية بجد، بزخم، بوعي، بانضباط، بتصميم وعزيمة، وبتوكل على الله سبحانه وتعالى الذي لن يخذل هذا الشعب إن توكل علية واعتمد علية.

الآن نقول لكل الآخرين الذين يطرحون خيارات أٌخرى ورهانات ثانية: متى كانت تلك الخيارات التي تقدمونها خيارات فاعلة معا حكومة كهذه حكومة صمّاء بكّماء عمياء، لا تلتفت إلى شعبها، ولا تحترم هذا مؤسف ..مؤسف جداً ولا تحترم شعبها.

من المؤسف أنه ولا حتى الإحترام، ولذلك ليست جديرةً بالإحترام نهائياً. متى كانت الخيارات الأخرى بعيدةً عن التحرك الثوري الجاد ..متى كانت فاعلة ومفيدة مع حكومة كهذه. ألم تتجاهل هذه الحكومة نفسُها جمعة الإنذار التي خرج فيها أكثر من ثمانية ملايين يمني! وتجاهلتها كل التجاهل ولم تلتفت إليها أصلاً! كان يمكن الإستفادة من الخيارات الأخرى والإعتماد عليها ..والإعتماد عليها مع حكومة متعقلة، منصفة، متفهمة، تتواضع أمام شعبها، تحترم شعبها، وبالتالي تتفاوض مع شعبها بصدق وإنصاف وبحرص على الوصول إلى حلول. أما مع هذه النوعية المستهترة والعابثة فلا يمكن أبداً أن نضع الخيار الثوري والتصعيد الثوري على جانب ونعطّله ثم نقول للناس عودوا إلى منازلكم لنصل إلى حل! هذا غير ممكن أبداً.

نحن أمام فئة مستهترة عابثة، لا مصداقية لها، أثبتت عملياً بسياساتها الخاطئة أنها عمياء تجاه هذا الشعب! لا تراه ولا ترى أوجاعه ولا تدرك معاناته، وأنها صمّاء تجاه أصواته، لا تسمعها مهما كانت عالية إلاّ إذا كانت مزعجة..إذا كانت مزعجة!.

وأنا هنا أقول لكل من لديهم مبادرات أو خيارات: تفضلوا بأي مبادرات أو خيارات تحقق عملياً مطالب هذا الشعب دون أن تقولوا أولاً لهذا الشعب( أسكت، أصمت، عودوا أيها الناس إلى البيوت) هذا غير صحيح ..هذا غير صحيح أبداً، تفضلوا، إستجيبوا لهذا الشعب- إستجيبوا لمطالبه لأنها مطالب مشروعة، من يتكبر، من يتغطرس، من يتعالى على هذا الشعب هو أحقر، وأخسأ، وأسوأ- هو في الموقف الخطأ. هذا شعب عظيم من يتواضع له يعظم، ومن يستكبر عليه يصبحُ حقيراً، ويصغُر..يصبح حقيراً ويصغُر. الحقارة هي:في التكبر على هذا الشعب، والتعاظم والتعالي لا يمكن أن يخدم إنساناً تجاه هذا الشعب العظيم. وبالتالي: نحن نرى ومن الواضح جداً أنه لا بد من الإستمرارية بهذه الفاعلية.

وأنا أشيد بهذا الإنتعاش غير المسبوق في واقع شعبنا، الكل يتفاعل وبشكلٍ إيجابي، الكل يشعر بأهمية هذا التحرك وقيمته، وفاعليته، وآمال الجميع متوجة نحو الله سبحانه وتعالى، وما أعظم هذا الأمر.

ما أعظم أن يتحرك شعبنا والناس يحتشدون إلى الساحات في الإعتصامات وفي المسيرات والمظاهرات، يحتشدون بعزة وإباء، لأن لهم قضية، لم يتحركوا تحت عناوين وهمية، ولم يتحركوا تحركاً مدفوع الأجر والثمن "لا" من أجل مشايعة حزب، أو مشايعة لهتافات عنصرية، أو دعايات باطلة وسخيفة "لا" هذا هو الشعب اليمني الذي يتحرك من المحافظات المتعددة بقضية حقيقية تحت عناوين حقيقية صادقة، عناوين لها مصاديقها في الواقع ملئ هذا الواقع. حينما يقول شعبنا اليمني أنه يعاني لا تستطيع الحكومة مهما سخّرت وسائل الإعلام التابعة لها في التضليل والكذب والدجل المخزي لها، لا تستطيع أن تغيّر قناعة هذا الشعب، أنا قلت لهم سابقاً: هم لا يستطيعون أن يقنعوا هذا الشعب بأن فقره غنى، وبأن أوجاعه وآلآمه إحساسٌ بالسعادة "كلا" الإحساس بالألم لا يمكن أن يسمى إحساس بالسعادة، لايمكن أبداً بأي حال من الأحوال. لا يمكن أن تقولوا عن هذا الواقع الذي هو مليء بالإختلالات الأمنية التي طالت المواطن والجندي والضابط والجامعي وكل فئات هذا الشعب، قُتلِوا، ذُبّحوا، سُفكت دمائهم في المدن، والأرياف، والطرقات، لا يمكن أن تصنعوا قناعة مختلفة لدى هذا الشعب أنه: بفضل هذه الحكومة أنت تنعم بالأمن والإستقرار "كلا.كلا" لا يمكن أن تغيّروا قناعات يشهد لها الواقع بملئه، بكل ما فيه، لكن أنتم حينما تحاولون "وهذا كلامي لهم" حينما يحاولون أن يتحركوا تحركاً مضاداً لتحرك هذا الشعب أنتم من تحتاجون إلى عناوين زائفة، إلى قضايا مختلَقَة، إلى أن تعتمدوا على الأكاذيب.

نحن حيما نقول شعبنا يعاني نصدق ، شعبنا عندما يعبر عن معاناته يصدق، وهو يقول الحقيقة لكن أنتم في تحركاتكم المضادة تكذبون ولا تستحون، ومن لا يستحي من الله ولا من شعبه لن يستحي من أن يقول أي كذب مهما كان سخيفاً ، ومهما كان يناقضه الواقع .

وبالتالي: أنا أقول لشعبنا اليمني المسألة فقط لم تعد مسألة الجرعة، إذا مرروا الجرعة واستمرت هذه الحكومة تحكم وتتحكم على هذا الشعب المسألة مسألة مصير ..مصير ومستقبل ، ليس فقط الحاضر ..الحاضر الذي كله معانآة وبؤس، وحرمان، وخوف، ومرض، وحالة من الفوضى العارمة ، حالة غير مسبوقة في واقع هذا الشعب ، المسألة مسألة مصير ومسألة مستقبل. إذا كان أولئك الفاسدون العابثون المتسلطون الذين لا يحترمون هذا الشعب وهو جدير بالإحترام، هو فعلاً جدير بالإحترام شعب عزيز، ما الذي يجعلكم تتعاملون معه على هذا النحو، إذا كانوا يسوقون الأمور ويتحكمون بمصائرها ويتجهون بالبلد نحو الأسوأ ، فعلى الدنيا السلام ، ما الذي سيبقى لهذا الشعب من كرامة؟ ما الذي سيبقى له من حرية؟ ألم يهدروا كرامته؟! ألم يصل بهم الحد إلى أن أفقدوه استقلاله وحريته؟! ألم يفتحوا للخارج وتحت عناوين الإستجداء من الخارج لكل شيء وبالتالي: فتحوا له كل شيء، أن يتجاوز سيادة هذا البلد، وينتهك سيادة واستقلال هذا البلد، وأن يُخضعوا البلد تحت الوصاية الخارجية، وكانوا يتعللون بأن هذا في مصلحة البلد، وأن له عوائد إقتصادية إيجابية في أمن واستقرار هذا البلد، وفي تحسين وضعه المعيشي والإقتصادي.

أين تلك المنح الدولية التي تتحدثون عنها بالمليارات؟ لماذا لم تصل إلى الشعب؟! وهي بثمن هو استقلال شعب! إستقلال بلد وكرامة شعب!.

واضح أن المسألة بالنسبة لشعبنا مسألة مصيرية، نحن كشعبٍ يمني نتحرك على هذا الأساس ليكون لنا شأن، دور كشعب في تقرير مصيرنا المستقبلي، في رسم سياساته حتى لا نضيع، حتى لا تضيع أجيالنا القادمة واللاحقة، هذه مسألة مهمة، حتى لا يبقى هذا العبث، هذه الحالة السيئة من الإختلالات الأمنية، حتى لا يكون مستقبلنا مستقبلاً داعشياً تحت هيمنة الدواعش والتكفيريين الذين بات ولهم وزن ونفوذ من خلال بعض القوى والأحزاب في القرار، وتسهيلات كبيرة جداً ودعم بشكلٍ أو بآخر.

نحن كشعبٍ يمني نتحرك من واقع الشعور بالمسئولية لأن الله الذي لم يأذن للإنسان نفسه بأن يظلم نفسه، لا يقبل له بأن يظلمه حثالة من المتسلطين والفاسدين، والمستبدين. نتحرك لأننا أصحاب مطالب مشروعة، وقضايا عادلة، ولأن المسألة باتت مصيرية هذا أولاً.

ثانياً: نتحرك بالإعتماد على الله والتوكل عليه، الله الذي قال أنه لا يريد ظلماً للعالمين {وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ}آل عمران108 والذي قال {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ }غافر31 ليس من القدر المحتوم أن نقبل بأن نعيش كشعبٍ يمني مظلومين، مسحوقين من جهات متسلطة علينا ومستهترة بنا، ومستبدّة وغشومة وظالمة، وناهبة ومتلصصة على ثرواتنا، ليس هذا قدراً محتوماً "لا"الله هو إلى جانب عباده لكن إذا تحملوا مسئوليتهم ..إذا تحملوا مسئوليتهم{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }الرعد11ولذلك تغيير ما بالنفوس الذي هو يؤثر على موقف الناس، وتحرك الناس، وانطلاقة الناس، وعزيمة الناس، هو الأمر المهم - وبالتالي: الله يتدخل بمعونته وتأييده، والله سبحانه وتعالى جعل للشعوب قدرة فائقة على الصبر والكفاح والتحمل، وجعل قدرها إذا تحركت أن تنتصر- هذه إرادة الله ..هذه إرادة الله. ثق يا شعبنا اليمني أن إرادة الله للشعوب أنها إذا تحملت مسئوليتها وصممت، وتحركت بعزم، وبتوكل على الله أن تنتصر، وبالتالي: لا قلق أبداً المهم هو أن نستمر في تصعيدنا الثوري، في خطواتنا التي جمعت وهي رائعة جداً "بين السلمية والإزعاج" هذا إيجابي ..هذا أمر إيجابي جداً أنها جمعت بين "السلمية والإزعاج" لأنها بالتالي: فاعلة مؤثرة، تفرض على أولئك التعاطي معها، وتبعد حالة التجاهل نهائياً لم يعودوا يتجاهلون! هذا شيء إيجابي، بمعنى إنزاحة حالة التجاهل التي كانت قمة الإستهتار، واللامبالاة، واللا احترام لهذا الشعب.التصميم والعزم والتحرك الجاد مسألة أساسية والله مع شعبنا ولن يخسر شعبنا أبداً .

في هذا السياق سنحدد بعض النقاط في ختام الكلمة إن شاء الله. القوى الفاسدة والحثالة المتسلطة هي: تتحرك لمواجهة هذا التحرك الشعبي، أبرز عنوان تتحرك من خلاله وهو عنوان زائف ..عنوان يعتمد على الزيف، وهذا عندما نلتفت إلى طبيعة ما يحصل نرى أن الموقف المشرف هو موقف الشعب اليمني ، موقف واقعي يعتمد على الحقيقة والحق وله مصاديقه، أولئك لجئوا إلى ماذا؟ إلى الكذب إلى الإفتراءات إلى الإدعاءات ! إلى الزيف ..إلى الزيف!، يقولون الإصطفاف الوطني أي إصطفاف هذ! أي إصطفاف وطني في مواجهة الوطن ومواجهة الشعب! هذا إصطفاف سلطوي فتنوي، هذا إصطفاف للفساد ، لحماية الفساد، للدفاع عن الفساد، هذا اصطفاف مع الجرع ، مع الخنق لهذا الشعب إقتصادياً ، وليس صادقاً في أنه اصطفاف وطني. هنا نحن نقدر ونشكر للأحزاب التي لم تلتفت إلى هذا العنوان الزائف، موقفها الإيجابي والواعي والمسئول .. والمسئول ، عدد كبير من الأحزاب - حزب المؤتمر الشعبي العام - الحزب الإشتراكي - الحزب الناصري - اتحاد القوى الشعبية - حزب البعث - قوى كثيرة لم تنخدع بهذا العنوان الزائف الذي هو اصطفاف مع الفساد ، واصطفاف لمصلحة الفساد ، واصطفاف كذلك لفرض حالة الإستبداد، وفي وجه مطالب الشعب ..اصطفاف في وجه مطالب الشعب المشروعة والمحقة والعادلة ، ويحاولون أن يتحركوا إعلامياً تحت نغمة معروفة قلنا من البداية أنهم سيرددونها كذباً لأنهم مفلسون ، هل يمكن أن يجرؤوا إلى الدخول إلى الحقيقة، إلى النقاش على الحقيقية إلى تبرير موقفهم الحقيقي تجاه مطالب الشعب المشروعة؟ لا يمكن - مفضوحين فيأتون ليتحدثوا عن الدفاع عن الجمهورية ، هم الخطر على الجمهورية ، هم بفكرهم المعروف الذي تطبقه داعش الآن ، دولتهم التي يبشرون بها على النمط الداعشي هم الخطر على الجمهورية ، الشعب اليمني هو شعب جمهوري وليس له مشكلة على الجمهورية ولا مع الجمهورية نهائياً ..نهائياً ، ومن يزايد على الشعب اليمني في جمهوريته هو سخيف ، هو مضلل، هو مخادع، هو مستهتر، هو مكابر ، لا يُلَتفَت إليه وبالتالي : نؤكد أنها مجرد عناوين يختبئون خلفها .

المشكلة بينكم وبين هذا الشعب هي على فسادكم ، على استئثاركم ، على سياساتكم الخاطئة والفاشلة ، الإختلالات الأمنية ، قتل المواطنين والجنود وذبحهم يومياً هذه هي المشكلة ما بينكم وبين الشعب، ليست بأي حالٍ من الأحوال مشكلة على الجمهورية ولا هناك مشكلة طائفية بتاتاً. لقد قدمت جمعة شارع المطار أبلغ ردٍ وأوضح ردٍ وعملياً على الذين يتحركون لإثارة الفتنة الطائفية ، أو يحاولوا أن يختبئوا تحت عناوين طائفية ويقدمون هذه الثورة الشعبية وهذا التصعيد الثوري على أنه يعبر عن طائفة محددة ، شاهدوا إن لم تكونوا شاهدتم ولقد شاهد الكثير وحضر الكثير وسمع الكثير. صلاة الجمعة كانت تعبر عن كل المذاهب ، كان يتواجد في صلاة الجمعة في شارع المطار من كل المذاهب ، وكانوا بشكلٍ واضح يقفون في موقفٍ واحد ، ركعوا لله ولم يركعوا للفاسدين ، وشمخوا برؤوسهم ضد الفاسدين والعابثين من كل المذاهب ، الإمام نفسه إمام الصلاة معروف "مفتي تعز وعالم جليل من خيار رجال اليمن" وليس زيدياً والمصلون الكثير فيهم من مذاهب متعددة ، من لم يشاهد فليشاهد من أحب أن يسمع فليسمع ، أما من يريد أن يكابر فالله قال عن الإنسان { وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً }الكهف54 لا أكثر من جدال الإنسان إذا أراد ان يكابر، لكن هذا خزي له، عار عليه ، أمر يسيئ إليه ، المكابر يسيء إلى نفسه .

وبالتالي: طبيعة التحرك المناهض للتحرك الشعب هو تحرك فاشل مآله الفشل ، لأنه يعتمد على الزيف ، يعتمد على الدعايات الباطلة ، يعتمد على الكذب ، يعتمد على التضليل ، لا يستند على حقائق ، ليس له دعائم يستند عليها ولا يعتمد عليها. صحيح عندكم الإمكانات التي هي للشعب ، إمكانات الدولة هي للشعب توظفونها الآن التوظيف السلبي ، في الوقوف ضد مطالب هذا الشعب المطالب المشروعة .

المال العام كذلك. المال العام يوظف اليوم ضد تحرك الشعب ، يعني ضد الشعب ، وهو مال هذا الشعب ، العجيب والغريب والمؤسف والمضحك والمبكي أنهم فرضوا هذه الجرعة الظالمة التي أرادوا بها خنق هذا الشعب بحجة أن هناك عجز في الميزانية ، فيما هم في الوقت ذاته يهدرون المليارات ليحاولوا أن يواجهوا تحرك هذا الشعب ، بمعنى ما هناك عندهم أزمة إلا عندما تكون المصلحة للشعب فهناك أزمة ، أما إذا كان المال للفاسدين فهو متوفر وبالمليارات ، وإذا كان المال لضرب الشعب وللتآمر على الشعب فهو متوفر وبالمليارات ، هذه المليارات التي تصادرونها للعابثين والفاسدين، وهذه المليارات التي تحركون بها مظاهرات من خلال أشخاص يقومون بدورٍ أساسي في التأثير على البعض من الناس لتحرك مضاد تحت عناوين تخادعون بها البعض من الناس ، هذه المليارات أتركوها للشعب لأنها له، لأنها من ثروته ، ليس لكم حق بأن تأكلوها ولا أن توجهوها ضده وضد مطالبه المشروعة ، هذه المليارات التي تعبثون بها، وهذا البذخ في الإنفاق الحكومي وفي الإنفاق غير المشروع أيضاً، والمخصصات الهائلة التي تذهب إلى جيوب وأرصدة الفاسدين أتركوها للشعب فإنها حقه إن لم تتركوها لن يتنازل لكم عنها ، لن يبق الشعب يتجرع الجرع، ويعاني المواطن اليمني في بيته كيف يوفر لأطفاله حليبهم وخبزهم وغذائهم الضروري، وكسوتهم اللازمة لصالح أن تذهب تلك المليارات الهائلة إلى جيوبكم فتعبثون بها وتعززون نفوذكم بها وتحاولون أن تستمروا في سيطرتكم على شعب وبلد بكل مقدراته "لا"  شعبنا اليوم صمم وقرر وعزم أن لا يقبل أبداً..أن لا يقبل بذلك .أن يتحرك ليستعيد حقه منكم ، لأنه حقه ليس لكم نهائياً ، وليس من الحق أن يعاني وتسعدون بمعاناته وشقائه، ومصائبه وويلاته، وأوجاعه وآلامه .

مما يركز أو مما يُلحَظ في هذا التحرك المضاد - أبرز موقف هو لحزب الاصلاح ، وبداية أقول لكم هناك في حزب الإصلاح عاقلون، ومتألمون من سياسات حزبهم، ومنصدمون ومتفاجئون بالإنقلاب الكبير من قادة الحزب، ومن النافذين في الحزب على المبادئ والعناوين والشعارات التي كانت تُقال وتُقدَّم طيلة السنوات الماضية قبل أن يصل الحزب إلى السلطة.

هناك من هم متفاجئون داخل هذا الحزب ، وأنا أعرف حتى أشخاص متألمون داخل هذا الحزب ، لكن المؤثرين في سياسة الحزب والنافذين فيه فعلاً يسيرون بهذا الحزب في الإتجاه الخطأ ، وعملوا عملية إنقلاب على الماضي بكله شعارته ومبادئه، يعني لا حظوا: حزب الإصلاح ولأكثر من عشر سنوات كان معظم حديثه لدغدغة مشاعر المواطنين عن الجرع ، ينتقد الجرعة يتكلم على الجرعة - السياسيون فيه في مقابلاتهم الصحفية والإعلامية يتحدثون عن الجرعة، يتأوهون لشعبهم، يذرفون الدموع، يصيحون ويولولون - الخطباء في خطب الجمعة والمحاضرون كثيراً ما كانوا يتكلمون عن سياسة الجرع وعن معاناة هذا الشعب. كذلك الفنانون منهم في نفس السياق ، بمعنى كانت سياسة حزب الإصلاح مكثفة مركزة ، تركز على هذا الجانب إلى حدٍ كبير ، تتحدث دائماً عما يعانيه شعبنا اليمني من الجرع ؛ ما إن وصلوا إلى السلطة ، وأصبحوا شركاء في تلك المليارات، وأصبح لهم نصيبهم من الثروة والسلطة ، ودخلوا في طامة الفساد والكوارث هذه حتى تغير موقفهم كلياً ، أصبحوا أنصار الجرعة ويتظاهرون لدعم الجرعة ولو حملوا عناوين أخرى ، العناوين الأخرى هي تمترس لأنها وهمية ، تمترس خلفها وهمية ، الشيء الصحيح الثابت الواضح أنهم يتحركون تحركاً مضاداً لتحرك الشعب ، ومعنى هذا: ما هو تحرك الشعب ؟ هل الشعب اليمني اليوم يتظاهر ضد الجمهورية "لا" يتظاهر للملكية "لا" يتظاهر لاعتبارات أخرى عنصرية أو طائفية "لا" هم أنصار الجرع ، أنصار الفساد ، وقفوا الآن في جانب الفساد، وهناك في قواعد في حزب الإصلاح وحتى في بعض قياداته من هو مستاء من هذا الإنقلاب الكبير في موقف الحزب ، هذا التناقض الكبير جداً مع ما كان يُقال طيلة السنوات الماضية تناقض يؤثر على مصداقية هذا الحزب ما بينه وبين الشعب ..ما بينه وبين الشعب ، تناقض خطير جداً ، يهز مصداقيته ويؤثر على مصداقيته إلى حدٍ كبير .

الإتهامات والدعايات هي كما قلنا سلاح زائف لن يؤثر ولا خطورة له لأن الشعب واعٍ ويعي ما يقول ويعي ما يفعل.

وبالتالي مهما كان التحرك المضاد من السلطة (من الحكومة أعني) لا يمكن أبداً أن يكسر إرادة الشعب ، "إرادة الشعب لا تقهر" لأنها إرادة نابعة عن مسؤولية وعن معاناة وتعتمد على واقع وحقائق . إذا كان هناك لدى الحكومة قليلٌ من الرشد ، أو كان هناك من الرئاسة تعقّل والتفاتة واعية وصحيحة إلى مطالب هذا الشعب، فالشيء الصحيح هو أن يبادروا في الإستجابة لهذه المطالب لأنها مطالب مشروعة.

حينما أرسلوا إلينا اللجنة الحكومية والوفد الحكومي ، وصل إلينا الوفد الحكومي وكان في البداية يبدي ما يظهر منه الحرص الكبير على الحل الذي يلبي مطالب الشعب ، لكننا فوجئنا في نهاية المطاف من إصرار الحكومة على تعنتها في فرض الجرعة وعدم الإلتفاف إلى أوجاع ومعاناة هذا الشعب ، بالتالي: لم يصل معنا إلى حل ، نحن قلنا للوفد الحكومي أن مطلبنا مطلبٌ شعبي ، أنا شخصياً لا يخصني هذا المطلب ، موقفي فيه هو موقف شعبي وموقف "مكون أنصار الله" هو موقف الشعب ، وبالتالي: لا يمكن أبداً أن نتنازل عن مطلب هو مطلب للشعب ، الشعب لم يفوض أحداً أن يتنازل عن مطالبه وعن استحقاقاته - كما أنها قضية نحن مؤمنون بها ، مؤمنون بأنها مطالب عادلة ومحقة وصحيحة ومشروعة ، وأن الذي في الموقف الخطأ هو الحكومة بسياساتها الخاطئة. وبالتالي: عندما فشل الوفد الحكومي لأنه أتى إلينا وعليه خطوط حمراء ومعه خطوط حمراء، وغادر بسبب ذلك فاشلاً . يعني في النهاية كانوا رسُل أوصلوا رسالة وعادوا منّا برسالة حتى لم ينتظروا لها إنما لحقت بهم فيما بعد، ورسالتنا كانت واضحة تؤكد على مطالب الشعب، أي تفاصيل أخرى هي تندرج في إطار تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وهذا ما نؤكد عليه. كل ما نريده، كل ما نسعى له في تحركنا هذا هو: تحقيق مطالب الشعب المشروعة الواضحة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، والمتعنتون هم من يتحملون مسؤولية تعنتهم وإصرارهم في الموقف الخطأ، والمستهتر، وغير اللائق الذي لا يحترم الموقف الشعبي بأي حالٍ من الأحوال .

وبالتالي: نحن هنا مهما كان هناك من أخذ ورد وجدل ونقاش، أو مبادرات تُقدّم من هنا أو هناك أنا أقول: لشبعنا اليمني العظيم بكل صدق وبكل مسؤولية أننا سنكون دائماً حيث يكون شعبنا، أبداً لن نتخذ أي موقفٍ مغاير للموقف الشعبي ، لم نتنصل أو نتخاذل أو نبيع موقف شعبنا بأي ثمن حتى لو كان هو الدنيا بكل أسرها، نحن نذرنا أنفسنا لله في خدمة شعبنا وفي قضايا شعبنا العادلة وفي هموم شعبنا ، ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن نحيد عن الواقع الشعبي .

نحن ليس لدينا أطماع وأن قلت للوفد الحكومي أننا لن نكون أبداً جزءاً من أي تشكيلة وزارية في أي حكومة قادمة ، لا نريد وزاراتكم ، وزاراتكم لا نريدها ، لكننا فعلاً مطلبنا هو مطلب شعبنا في إسقاط هذه الحكومة واستبدالها بحكومة كفاءات نزيهة وتجسد الشراكة الوطنية ، لأنه لا يمكن أن يكون هناك ثلة تستأثر بالقرار السياسي ، وتتحكم في مصير هذا البلد وفي شأن هذا الشعب "لا" هذا الشعب هو أغلى، وفئة محدودة تتسلط أوتتحكم أو تستأثر بالقرار لا يمكن أبداً أن تكون في المستوى المطلوب لخدمة هذا الشعب الذي يليق بكل القوى والمكونات أن تخدمه لأنه شعب عظيم وعزيز.

كذلك أقول لشعبنا اليمني: نحن مستمرون في تصعيدنا الثوري ومتوكلون على الله ، أنتم يا شعبنا اليمني في الموقف الأقوى وهم في الموقف الأضعف والأعجز ، أنتم الذين لديكم قضية محقة وعادلة هم في الموقف الخطأ والمغلوط والمتعنت واللا إيجابي ، هم من عليهم أن يراجعوا حساباتهم ومواقفهم .

الخطوات التي سنستكملها في المرحلة الثانية من التصعيد خلال هذا الأسبوع فيها خطوات أيضاً مزعجة وسلمية ..مزعجة وسلمية، أيضاً تحتاج إلى أن يكون هناك زخم شعبي مستمر ..زخم شعبي مستمر ، أما المرحلة الثالثة من التصعيد فهي أشدُّ إيلاماً لهم إقلاقاً لهم ، ونتائجها عليهم فظيعة وأتمنى أن لا نصل إلى المرحلة الثالثة ، أتمنى لهم أن يعقلوا أن يتفهموا ، أن يثوبوا إلى رشدهم قبل أن نصل إلى المرحلة الثالثة من التصعيد ، هذا الأسبوع سنستكمل به المرحلة الثانية من التصعيد . لكننا بالنسبة للغد أمام مناسبة مهمة .

أتوجه في هذا المقام إلى شعبنا اليمني العظيم، المستجيب والمتحرك والمستشعر لمسئوليته، والحر والأبي، والذي لايقبل بتضليل الآخرين ولا بإدعاءاتهم ولا بتثبيطهم، شعبنا اليمني العظيم الواعي الذي لا يكلّ، ولا يملّ من المتابعة لحقوقه أن يخرج يوم الغد – خروجاً عظيماً مشرفاً- أولاً: لمشاركة شعبنا الفلسطيني فرحته بالنصر، والمباركة له، والإبتهاج بنصر الله لذلك الشعب المظلوم والعظيم والصابر، مع تعزيز الأمل بالله الذي نصر أولئك أنه سينصر شعبنا اليمني العظيم أيضاً على المفسدين، والفاسدين، والعابثين، والمستهترين، والظالمين، والمستبدين الذين هم في الموقف الخطأ والطاغي والمتسلّط.

ثانياً: ليعلنوا تأييدهم لبقية الخطوات المقلقة للعابثين والمستبدين، وتصميمهم على مواصلة مشوارهم حتى الإستجابة للمطالب المشروعة.

وأقول لكل القلقين على الوضع والذين يتحدثون عن الأخطار ، الخطر هو أن تعتدوا ، إذا تورطتم في أي اعتداء فأنتم من تتحملون المسؤولية ،المسؤولية أمام الله - المسؤولية أمام الشعب - المسؤولية أمام التاريخ .

من المنطقي من الصحيح من الحق ومن العدل ألاّ نقبل بأن تعتدوا على الناس، ولا أن تسفكوا دمائهم ، لشعبنا اليمني الحق المكفول أن يقول كلمته وأن يرفع صوته ضد فسادكم وضد استبدادكم وطغيانكم ، له الحرية أن يخرج، أن يتظاهر، أن يعتصم ، ليس لكم أي حق في قمعه أو منعه بأي وسيلة من وسائل العنف أو القوة، أو أي وسيلة إجرامية وغير مشروعة، هو في الموقف المحق فليس لكم أي حق أن تقفوا بوجهه .

ندائي أيضاً المتكرر إلى الجيش والأمن ، وأنا هنا أسجل موقفي للتاريخ ولله وللشعب أن الكثير من أبناء الجيش والأمن في ضباطه وجنوده، في مختلف المستويات فيه موقفهم إلى حد الآن مشرف، وإيجابي، وواعٍ، وفاهم، ومتفاعل مع شعبهم الذي هم جزءٌ منه يعانون كما يعاني .

وهنا ندائي إلى الحكومة وفوراً إلى رفع الحد الأدنى من مرتباتهم التي هي فعلاً نقص في مستوى يقدمونه من خدمة. ندائي لهم أن يكونوا مع شعبهم وإلى جنب شعبهم ، وألا يستجيبوا إلى لأي أوامر إجرامية تحاول الدفع بهم لارتكاب جرائم بحق شعبهم لأن هذه ليست مسؤوليتهم . مسئوليتهم هي حماية الشعب ، ودورهم المقدس والشريف والعظيم والمشرّف هي أن يدافعوا عن هذا البلد وعن هذا الشعب لا أن يكونوا أداةً بيد المفسدين. وأشيد هنا بالوعي الكبير في أوساط الجيش وفي أوساط الأمن، وأتمنى إنشاء الله أن يتنامى هذا الوعي، أن يزداد هذا التحرك في أوساط شعبنا بكل فئاته ونحن نشاهد توسع هذا التحرك أن يزداد أيضاً تنامياً حتى يتحقق لشعبنا ما يأمله وما يطالب به من حقوقه المهمة والعادلة.

أكرر دعوتي لشعبنا اليمني العظيم بالخروج المشهود يوم غد والحضور الكبير في صنعاء لصلاة الجمعة القادمة والإعلان يوم غد عن تأييد الخطوات المتبقية لأن الشرعية الشعبية فوق كل شرعية مهما قال الآخرون. وأنادي شعبنا أن لا يتأثر ولا يبالي ولا يكترث بأي ضجيج من هنا هناك في محاولة ثنيه عن المطالبة بحقوقه.

والعاقبة للمتقين - والنصر للمستضعفين - ولا عدوان إلاّ على الظالمين - والله معكم وهو نعم المولى ونعم النصير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛