ذمار - سبأ :
تسلم فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات بمحافظة ذمار اليوم، قطعتين أثريتين عثر عليهما مواطن أثناء حراثة أرض زراعية في قرية عباصر في مديرية عنس.
واللقى الأثرية التي عثر عليها المواطن أحمد علي العبصري عبارة عن تمثال لحيوان الوعل منحوت على الرخام الأبيض "المرمر" بطول 22.5 سم وارتفاع 27 سم، وعرض 11.5سم، يعود تاريخه إلى ما بين القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد، وخاتم نحاسي حميري منحوت عليه أحرف من خط المسند ويحمل إسم "فهد ذو تضع" يعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد.
وخلال التسليم، أشاد محافظ ذمار محمد البخيتي بالحس الوطني والحرص الذي أبداه الشاب أحمد العبصري بتسليم القطعتين إلى الجهة المختصة حرصا منه على الحفاظ على الآثار كونها إرث إنساني عالمي.
وأشار إلى ما يكتنزه اليمن من مخزون أثري وتاريخي يجب الحفاظ عليه، والتوعية بمخاطر النبش والاعتداء على المواقع والمعالم الأثرية.. داعيا كافة أفراد المجتمع للوقوف أمام أي اعتداءات قد تطال المواقع الأثرية.
ولفت محافظ ذمار إلى المخططات العدوانية لتدمير المواقع الأثرية والمعالم التاريخية لليمن ومنها ما تعرض له متحف ذمار الإقليمي من قصف جوي من قبل طيران العدوان أدى إلى تدمير محتوياته.
ووجه فرع الهيئة العامة للآثار باقتناء القطع الأثرية التي يعثر عليها المواطنون بالصدفة، وتشجيعهم على المبادرة بتسليمها بما يضمن حفظها وصيانتها.
من جانبه، أشاد مدير فرع الهيئة العامة للآثار شداد العليي، بجهود المتعاونين مع فرع الهيئة.. مؤكدا على أهمية تضافر جهود الجميع للحفاظ على المواقع الأثرية.
ولفت إلى أنه سيتم إيداع القطعتين من قبل فرع الهيئة في موقعها المخصص عقب تسجليهما وترقيمهما.
فيما أكد مدير فرع الآثار بمديرية عنس صالح بغاشة، أن القطعتين الأثريتين ترمزان للحضارة اليمنية القديمة، وتتميزان عن غيرهما من حيث الشكل والجمال والدقة.. داعيا المواطنين للحفاظ على الآثار، خاصة في ظل ما تتعرض له بعض المواقع الأثرية من تخريب على أيدي عصابات مدعومة من دول تحالف العدوان.
بدوره أوضح أستاذ الآثار اليمنية القديمة المساعد بجامعة ذمار الدكتور فضل العميسي، أن نتائج الفحص الأولية تشير إلى أن تمثال الوعل يشبه التماثيل المعينية التي عُثر عليها في منطقة الجوف، وأن تاريخه يعود إلى القرن السادس أو الخامس قبل الميلاد.
فيما ذكر الخبير في علم المنوجرامات والأختام اليمنية القديمة محمد الشرعي، أن الختم "الخاتم" الأثري النحاسي الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد يحمل الإسم الشخصي لصاحبه "فهد ذو تضع" وهو شخص ذو منصب عسكري أو إداري في تلك المرحلة.
وكان مسؤول التعبئة بالمديرية حسن السلامي، أشار إلى أنه تلقى بلاغا من الشباب العبصري وتم التنسيق مع مدير الآثار بالمديرية والمحافظة لاستلام القطعتين.
