صنعاء - سبأ: ميادة العواضي
أصبحت مهنة تجارة الحطب ظاهرة شائعة في اليمن خلال الآونة الأخيرة، حيث أضحى العديد من المواطنين يلجؤون اليها وذلك لقلة الوظائف وللوضع المادي الصعب الذي يفرضه العدوان الامريكي السعودي على اليمن لاكثر من ثمان سنوات.
أدى استمرار العدوان على اليمن الى بروز ظواهر عدة منها التأثير السلبي على البيئة والتي تضررت بشكل كبير جراء هذا العدوان، ويشكل الاحتطاب الجائر أبرز تلك الظواهر التي تنامت لتخلف آثارا سلبية تهدد البيئة وتزيد مساحات التصحر.
وارتفعت نسبة الاحتطاب بشكل كبير في البلاد وإقدام المواطنين على قطع الأشجار من جذورها بصورة عشوائية، وذلك بسبب ضعف الرقابة على هذه الظاهرة وايضاً ضعف التوعية بالكارثة البيئية الناشئة من الاحتطاب المتنامي في البلاد.
ناقوس الخطر:
يهدد الاحتطاب الجائر مستقبل الأجيال القادمة وعلى الخطــط المستقبلية التي تضعها أي من بلدان العالم بغرض التنميــة الاقتصادية، حيث يعمل الاحتطاب على زيارة البطالة في المناطق الريفية.
ويؤثر الاحتطاب ايضاً سلباً على السياحة الداخلية وذلك بهجر المنتزهات والأماكن السياحية التي تعتمد على التشجير.
ويدق مدير عام الغابات والمراعي ومكافحة التصحر المهندس عبده محمد صالح مدار ناقوس الخطر، ويتحدث عن تأثر الثروة الحيوانية بشكل كبير خلال الفترة القادمة جراء الاحتطاب الجائر، حيث يقول: "لدينا أكثر من 20 مليون رأس غنم و2 مليون بقرة وأكثر من 400 ألف جمل تنتج الالبان والصوف والعديد من المنتجات والتي ترعى على أشجار يتم تقطيعها من جذورها فتقفد هذه الحيوانات مراعيها وبالتالي تقل الثروة الحيوانية في البلاد بشكل كبير".
يتحدث مدار بحرقة وأسف كبيرين من أنه خلال العشرين سنة القادمة سنشهد تراجعاً كبيراً في المراعي في البلاد، مضيفا: "ثلاثين ألف شجرة يتم قطعها بشكل يومي، يتم تقريباً تعرية أكثر من ستة عشر ألف هكتار سنوياً، صناعة الفحم تستهلك كمية كبيرة من الخشب".
يشير مدار الى أن أغلب أصحاب الافران يحبذوا خشب شجرة السدر وهذا يؤثر بشكل سلبي على العسل وانتاجيته.
في ذات السياق، يقول محمد الحكيمي، مدير عام مركز حلم أخضر للدراسات والاستشارات البيئية، أن عمليات الاحتطاب الجائر في اليمن خلال سنوات العقد الأخير أدت الى تناقص الغطاء النباتي وانحساره لمستويات كبيرة تعد الأعلى منذ عقود.
واضاف " تأثرت البيئة في البلاد بشكل كبير جراء ارتفاع عمليات الاستغلال غير المنظم لأشجار الأراضي الحراجية في ظل تأثيرات مناخية حادة شهدتها البلاد طيلة الفترة الماضية، والتي تراوحت بين موجات جفاف شديد، وارتفاع لدرجات الحرارة، ونقص الامطار، وزيادة كمية التبخر وكذلك رطوبة التربة، مما أثرت على البيئة".
أصبحت تجارة:
أصبح منظر تراكم الخشب في الطرقات داخل المدن وعلى الطرق المؤدية الى المحافظات أمرا اعتيادياً، فلقد تحول الاحتطاب الى مهنة للعديد من الأشخاص وأصبحت تجارة منتشرة على نطاق واسع من الأراضي اليمنية.
مصلح سعيد، أحد تجار الحطب ويعمل منذ سنتين في هذا المجال، يقول: " يزداد الطلب على الخشب وتزدهر تجارته كلما كانت هناك أزمة في الديزل والغاز المنزلي، وأغلب من يقومون بشراء الحطب هم أصحاب الأفران والمطاعم."
وخلال السنوات الأخيرة، برزت مشكلة التحطيب وقطع الأشجار في الأراضي الحراجية جراء أزمة المشتقات النفطية وخاصة الغاز المنزلي.
يتحدث ناجي علي سلامه مدير عام مكتب الزراعة – رئيس اللجنة الزراعية في محافظة عمران أن الاحتطاب في الفترات السابقة كان يتم بقطع الأجزاء اليابسة من الشجرة كالعلب وتنبت الشجرة من جديد ولم يكن يتم قطع الشجرة من الجذور وذلك لا يؤثر على الغطاء النباتي للبلاد وبالتالي فان القطيع والنحل لا يتأثر بصورة كبيرة كما يحدث اليوم.
يقول محمد سيف صالح، مالك لمخبز في منطقة سعوان، ان مخبزه يستهلك حوالي "دينة" ( شاحنة لنقل الحطب) في الشهر الواحد والتي يقوم بشراء الحطب من التاجر بقيمة 300 ألف ريال،
ويضيف صالح أنه بدأ باستخدام الحطب في المخبز منذ 3 أعوام وذلك بعد ان شهدت أسعار الوقود والغاز ارتفاعاً كبيراً.
ويوضح أن أجود الأنواع التي يستخدمها في مخبزه هي أشجار السمر لما لها من خواص جيدة.
أثار سلبية:
يسرد الحكمي الاثار الكارثية على البيئة في اليمن جراء الاحتطاب الجائر، حيث يقول " عملية التحطيب الجائر التي نشهدها اليوم تؤثر على البيئة وتزيد من حدة الصدمات المناخية، نظراً لكون اليمن تقع في إطار المناطق الجافة وشبه الجافة، تأثرت الموائل البيئية وبالتالي تتناقص الموارد الطبيعية نتيجة الاستغلال المفرط الذي تتعرض له الأشجار الحراجية في اليمن، وأدى لتدمير الغطاء النباتي في البلاد،".
يوضح الحكمي أن مساحة الغابات والأراضي الحراجية في اليمن لا تتعدى حوالي 3.7 %، وفي الفترات الأخيرة انحسرت النسبة من هذه المساحة جراء الاحتطاب الذي يتم دون أن نقوم بتجديد الغطاء النباتي أصلاً.
"هناك تأثيرات سلبية نتجت بسبب الاحتطاب واثرت على أنشطة اقتصادية هامة في المجتمع. حيث كانت من الأنشطة المتأثرة: أنشطة الرعي وتربية الماشية في المراعي الحراجية، وأيضا تدهور التربة الزراعية وانجرافها بفعل السيول والرياح،" يشير الحكمي.
ويتحدث ايضاً عن التهديدات المباشرة مثل تعرض مشاريع البنية التحتية والتجمعات السكانية لمخاطر الفيضانات وزحف الكثبان الرملية لقلة الغطاء النباتي. وحرمان المجتمع من السياحة في المناطق الخضراء، وتناقص العمر التخزيني للمنشآت المائية، وتدهور الموائل البرية بسبب انحسار الغطاء النباتي الحراجي.
إجراءات:
يطالب العديد من المواطنين المهتمين بالبيئة بالقيام بالإجراءات اللازمة للحد من ظاهرة الاحتطاب في البلاد، منهم معين ناصر المساعدي من محافظة البيضاء، حيث يقول:" شهدت المحافظة في السنوات الأخيرة تنامياً في قطع الأشجار أما لغرض البيع او الاستخدام الشخصي وذلك لما تمر به البلاد من أزمات وهذا أثر بشكل كبير على الغطاء النباتي في المحافظة خصوصا مع استخدام المواطنين هناك الآلات الحديثة لقطع الأشجار".
ويشير معين الى ان العديد يستخدم افخر انواع الحطب "السمر" و"القرض" وذلك لجودتهما وهما من نوعية الأشجار التي لا تنبت مرة أخرى أذا ما تم قطعهما من الجذور، مناشداً الجهات المختصة التدخل لمنع هذه الكارثة البيئية.
من جهته يوضح سلامه انه "لا يخوله القانون بمنع أحد من الاحتطاب في أرضه باعتبارها املاك خاصة."
ويتحدث عن إجراءات تم تفعيلها مؤخراً كالمراقيم (وهي اتفاق عرفي بين المواطنين يحد من الاحتطاب الجائر في منطقتهم) في بعض المديريات وذلك للحد من هذه الظاهرة، على حد قوله، مضيفاً انه تم مخاطبة مدراء عموم المديريات بهذا الشأن.
وفي نفس السياق تم وضع العديد من الإجراءات عدة شملت إيقاف العديد من الشاحنات التي تأتي من خارج المحافظة لتحميل وشراء الحطب، يضيف سلامه.
ولما لظاهرة الاحتطاب من أثار كارثية يقول يحيى حاتم، مدير المنظفة الوسطى لهيئة تطوير تهامة، ان الهيئة بدأت بوضع عدة إجراءات للحد من هذه الظاهرة والتي تتمثل في تفعيل القوانين ذات الصلة واستصدار التوجيهات اللازمة للجهات الامنية لتطبيقها ، وتعيين مراقبين مجتمعيين من المواطنين بهدف الإبلاغ عن أي تحطيب مفرط وجائر.
ومن تلك الإجراءات ايضاً يقول حاتم "نحاول في المنطقة تفعيل الرقابة الدائمة واليومية عبر منافذ سهل تهامة الثلاثة باجل-المعرس-جبل رأس وضبط أي سيارة أو دينه تحمل حطب جذوع أشجار كبيرة أو أشجار رعوية مما يستفيد منه النحل والمواشي وعدم اعطاؤها الموافقة الفنية للتسويق وبالتالي منعها من العبور والتسويق للمحافظات الأخرى".
ويشير حاتم الى ان هذه الإجراءات أدت الى انخفاض ظاهرة التحطيب الجائر إلى 25٪مما كان عليه سابقا.
ومن مديرية العشة في محافظة عمران، يقول علي قاسم الشميلي، انه تم تفعيل" مرقوم" بين المواطنين في بعض العزل التابعة للمديرية يقضي بعدم المساس بالأشجار الكبيرة او قطعها من الجذور وخاصة شجرة السدر.
" تشهد عزل المديرية العديد من حملات التوعية الهادفة للحد من ظاهرة الاحتطاب الجائر التي تكثر في بعض العزل مثل دنان وريشان و الفردات".
ويرى الشميلي أن الحل للحد من الظاهرة المتنامية الى تفعيل القوانين وأن هناك توجيهات صارمه من محافظ المحافظة الي اداره امن مديريه العشة بضبط تجار الخشب.
معوقات للحد من الظاهرة:
وتشهد المحميات الطبيعية بدرجة رئيسية ارتفاعاً في الاحتطاب مثل: محمية جزيرة كمران بمحافظة الحديدة التي تعرضت فيها غابات المانجروف للاقتطاع والتحطيب الجائر، وأيضا محمية برع في الحديدة، وهي مناطق حساسة بيئياً وقد تشهد الكثير من التدمير وفقدان الموائل بسبب استمرار الاحتطاب.
بالإضافة لمناطق الأشجار الحراجية والمراعي في محافظة صنعاء (منطقة الحيمة وصعفان وغيرها) ومحافظات عمران وصعدة وتعز والحديدة وحجة وإب والمحويت.
وعن المعوقات التي تمنع الحد من هذه الظاهرة في هذه المناطق يقول مدار، أن أكبر معوق يواجه عملهم كجهة مخولة بالاهتمام بالغابات ومكافحة التصحر هو عدم وجود الإمكانيات اللازمة للقيام بنزول ميداني يهدف الى منع المواطنين من احتطاب الخشب بشكل عشوائي ومفرط، وأيضاً عدم وجود تنسيق مع أقسام الشرطة وذلك للحد من هذه الظاهرة.
أصبحت مهنة تجارة الحطب ظاهرة شائعة في اليمن خلال الآونة الأخيرة، حيث أضحى العديد من المواطنين يلجؤون اليها وذلك لقلة الوظائف وللوضع المادي الصعب الذي يفرضه العدوان الامريكي السعودي على اليمن لاكثر من ثمان سنوات.
أدى استمرار العدوان على اليمن الى بروز ظواهر عدة منها التأثير السلبي على البيئة والتي تضررت بشكل كبير جراء هذا العدوان، ويشكل الاحتطاب الجائر أبرز تلك الظواهر التي تنامت لتخلف آثارا سلبية تهدد البيئة وتزيد مساحات التصحر.
وارتفعت نسبة الاحتطاب بشكل كبير في البلاد وإقدام المواطنين على قطع الأشجار من جذورها بصورة عشوائية، وذلك بسبب ضعف الرقابة على هذه الظاهرة وايضاً ضعف التوعية بالكارثة البيئية الناشئة من الاحتطاب المتنامي في البلاد.
ناقوس الخطر:
يهدد الاحتطاب الجائر مستقبل الأجيال القادمة وعلى الخطــط المستقبلية التي تضعها أي من بلدان العالم بغرض التنميــة الاقتصادية، حيث يعمل الاحتطاب على زيارة البطالة في المناطق الريفية.
ويؤثر الاحتطاب ايضاً سلباً على السياحة الداخلية وذلك بهجر المنتزهات والأماكن السياحية التي تعتمد على التشجير.
ويدق مدير عام الغابات والمراعي ومكافحة التصحر المهندس عبده محمد صالح مدار ناقوس الخطر، ويتحدث عن تأثر الثروة الحيوانية بشكل كبير خلال الفترة القادمة جراء الاحتطاب الجائر، حيث يقول: "لدينا أكثر من 20 مليون رأس غنم و2 مليون بقرة وأكثر من 400 ألف جمل تنتج الالبان والصوف والعديد من المنتجات والتي ترعى على أشجار يتم تقطيعها من جذورها فتقفد هذه الحيوانات مراعيها وبالتالي تقل الثروة الحيوانية في البلاد بشكل كبير".
يتحدث مدار بحرقة وأسف كبيرين من أنه خلال العشرين سنة القادمة سنشهد تراجعاً كبيراً في المراعي في البلاد، مضيفا: "ثلاثين ألف شجرة يتم قطعها بشكل يومي، يتم تقريباً تعرية أكثر من ستة عشر ألف هكتار سنوياً، صناعة الفحم تستهلك كمية كبيرة من الخشب".
يشير مدار الى أن أغلب أصحاب الافران يحبذوا خشب شجرة السدر وهذا يؤثر بشكل سلبي على العسل وانتاجيته.
في ذات السياق، يقول محمد الحكيمي، مدير عام مركز حلم أخضر للدراسات والاستشارات البيئية، أن عمليات الاحتطاب الجائر في اليمن خلال سنوات العقد الأخير أدت الى تناقص الغطاء النباتي وانحساره لمستويات كبيرة تعد الأعلى منذ عقود.
واضاف " تأثرت البيئة في البلاد بشكل كبير جراء ارتفاع عمليات الاستغلال غير المنظم لأشجار الأراضي الحراجية في ظل تأثيرات مناخية حادة شهدتها البلاد طيلة الفترة الماضية، والتي تراوحت بين موجات جفاف شديد، وارتفاع لدرجات الحرارة، ونقص الامطار، وزيادة كمية التبخر وكذلك رطوبة التربة، مما أثرت على البيئة".
أصبحت تجارة:
أصبح منظر تراكم الخشب في الطرقات داخل المدن وعلى الطرق المؤدية الى المحافظات أمرا اعتيادياً، فلقد تحول الاحتطاب الى مهنة للعديد من الأشخاص وأصبحت تجارة منتشرة على نطاق واسع من الأراضي اليمنية.
مصلح سعيد، أحد تجار الحطب ويعمل منذ سنتين في هذا المجال، يقول: " يزداد الطلب على الخشب وتزدهر تجارته كلما كانت هناك أزمة في الديزل والغاز المنزلي، وأغلب من يقومون بشراء الحطب هم أصحاب الأفران والمطاعم."
وخلال السنوات الأخيرة، برزت مشكلة التحطيب وقطع الأشجار في الأراضي الحراجية جراء أزمة المشتقات النفطية وخاصة الغاز المنزلي.
يتحدث ناجي علي سلامه مدير عام مكتب الزراعة – رئيس اللجنة الزراعية في محافظة عمران أن الاحتطاب في الفترات السابقة كان يتم بقطع الأجزاء اليابسة من الشجرة كالعلب وتنبت الشجرة من جديد ولم يكن يتم قطع الشجرة من الجذور وذلك لا يؤثر على الغطاء النباتي للبلاد وبالتالي فان القطيع والنحل لا يتأثر بصورة كبيرة كما يحدث اليوم.
يقول محمد سيف صالح، مالك لمخبز في منطقة سعوان، ان مخبزه يستهلك حوالي "دينة" ( شاحنة لنقل الحطب) في الشهر الواحد والتي يقوم بشراء الحطب من التاجر بقيمة 300 ألف ريال،
ويضيف صالح أنه بدأ باستخدام الحطب في المخبز منذ 3 أعوام وذلك بعد ان شهدت أسعار الوقود والغاز ارتفاعاً كبيراً.
ويوضح أن أجود الأنواع التي يستخدمها في مخبزه هي أشجار السمر لما لها من خواص جيدة.
أثار سلبية:
يسرد الحكمي الاثار الكارثية على البيئة في اليمن جراء الاحتطاب الجائر، حيث يقول " عملية التحطيب الجائر التي نشهدها اليوم تؤثر على البيئة وتزيد من حدة الصدمات المناخية، نظراً لكون اليمن تقع في إطار المناطق الجافة وشبه الجافة، تأثرت الموائل البيئية وبالتالي تتناقص الموارد الطبيعية نتيجة الاستغلال المفرط الذي تتعرض له الأشجار الحراجية في اليمن، وأدى لتدمير الغطاء النباتي في البلاد،".
يوضح الحكمي أن مساحة الغابات والأراضي الحراجية في اليمن لا تتعدى حوالي 3.7 %، وفي الفترات الأخيرة انحسرت النسبة من هذه المساحة جراء الاحتطاب الذي يتم دون أن نقوم بتجديد الغطاء النباتي أصلاً.
"هناك تأثيرات سلبية نتجت بسبب الاحتطاب واثرت على أنشطة اقتصادية هامة في المجتمع. حيث كانت من الأنشطة المتأثرة: أنشطة الرعي وتربية الماشية في المراعي الحراجية، وأيضا تدهور التربة الزراعية وانجرافها بفعل السيول والرياح،" يشير الحكمي.
ويتحدث ايضاً عن التهديدات المباشرة مثل تعرض مشاريع البنية التحتية والتجمعات السكانية لمخاطر الفيضانات وزحف الكثبان الرملية لقلة الغطاء النباتي. وحرمان المجتمع من السياحة في المناطق الخضراء، وتناقص العمر التخزيني للمنشآت المائية، وتدهور الموائل البرية بسبب انحسار الغطاء النباتي الحراجي.
إجراءات:
يطالب العديد من المواطنين المهتمين بالبيئة بالقيام بالإجراءات اللازمة للحد من ظاهرة الاحتطاب في البلاد، منهم معين ناصر المساعدي من محافظة البيضاء، حيث يقول:" شهدت المحافظة في السنوات الأخيرة تنامياً في قطع الأشجار أما لغرض البيع او الاستخدام الشخصي وذلك لما تمر به البلاد من أزمات وهذا أثر بشكل كبير على الغطاء النباتي في المحافظة خصوصا مع استخدام المواطنين هناك الآلات الحديثة لقطع الأشجار".
ويشير معين الى ان العديد يستخدم افخر انواع الحطب "السمر" و"القرض" وذلك لجودتهما وهما من نوعية الأشجار التي لا تنبت مرة أخرى أذا ما تم قطعهما من الجذور، مناشداً الجهات المختصة التدخل لمنع هذه الكارثة البيئية.
من جهته يوضح سلامه انه "لا يخوله القانون بمنع أحد من الاحتطاب في أرضه باعتبارها املاك خاصة."
ويتحدث عن إجراءات تم تفعيلها مؤخراً كالمراقيم (وهي اتفاق عرفي بين المواطنين يحد من الاحتطاب الجائر في منطقتهم) في بعض المديريات وذلك للحد من هذه الظاهرة، على حد قوله، مضيفاً انه تم مخاطبة مدراء عموم المديريات بهذا الشأن.
وفي نفس السياق تم وضع العديد من الإجراءات عدة شملت إيقاف العديد من الشاحنات التي تأتي من خارج المحافظة لتحميل وشراء الحطب، يضيف سلامه.
ولما لظاهرة الاحتطاب من أثار كارثية يقول يحيى حاتم، مدير المنظفة الوسطى لهيئة تطوير تهامة، ان الهيئة بدأت بوضع عدة إجراءات للحد من هذه الظاهرة والتي تتمثل في تفعيل القوانين ذات الصلة واستصدار التوجيهات اللازمة للجهات الامنية لتطبيقها ، وتعيين مراقبين مجتمعيين من المواطنين بهدف الإبلاغ عن أي تحطيب مفرط وجائر.
ومن تلك الإجراءات ايضاً يقول حاتم "نحاول في المنطقة تفعيل الرقابة الدائمة واليومية عبر منافذ سهل تهامة الثلاثة باجل-المعرس-جبل رأس وضبط أي سيارة أو دينه تحمل حطب جذوع أشجار كبيرة أو أشجار رعوية مما يستفيد منه النحل والمواشي وعدم اعطاؤها الموافقة الفنية للتسويق وبالتالي منعها من العبور والتسويق للمحافظات الأخرى".
ويشير حاتم الى ان هذه الإجراءات أدت الى انخفاض ظاهرة التحطيب الجائر إلى 25٪مما كان عليه سابقا.
ومن مديرية العشة في محافظة عمران، يقول علي قاسم الشميلي، انه تم تفعيل" مرقوم" بين المواطنين في بعض العزل التابعة للمديرية يقضي بعدم المساس بالأشجار الكبيرة او قطعها من الجذور وخاصة شجرة السدر.
" تشهد عزل المديرية العديد من حملات التوعية الهادفة للحد من ظاهرة الاحتطاب الجائر التي تكثر في بعض العزل مثل دنان وريشان و الفردات".
ويرى الشميلي أن الحل للحد من الظاهرة المتنامية الى تفعيل القوانين وأن هناك توجيهات صارمه من محافظ المحافظة الي اداره امن مديريه العشة بضبط تجار الخشب.
معوقات للحد من الظاهرة:
وتشهد المحميات الطبيعية بدرجة رئيسية ارتفاعاً في الاحتطاب مثل: محمية جزيرة كمران بمحافظة الحديدة التي تعرضت فيها غابات المانجروف للاقتطاع والتحطيب الجائر، وأيضا محمية برع في الحديدة، وهي مناطق حساسة بيئياً وقد تشهد الكثير من التدمير وفقدان الموائل بسبب استمرار الاحتطاب.
بالإضافة لمناطق الأشجار الحراجية والمراعي في محافظة صنعاء (منطقة الحيمة وصعفان وغيرها) ومحافظات عمران وصعدة وتعز والحديدة وحجة وإب والمحويت.
وعن المعوقات التي تمنع الحد من هذه الظاهرة في هذه المناطق يقول مدار، أن أكبر معوق يواجه عملهم كجهة مخولة بالاهتمام بالغابات ومكافحة التصحر هو عدم وجود الإمكانيات اللازمة للقيام بنزول ميداني يهدف الى منع المواطنين من احتطاب الخشب بشكل عشوائي ومفرط، وأيضاً عدم وجود تنسيق مع أقسام الشرطة وذلك للحد من هذه الظاهرة.