صنعاء- سبأ: مرزاح العسل
مع دخول العدوان الصهيو-أمريكي على قطاع غزة يومه الـ51 على التوالي، وبالتزامن مع ثالث أيام الهدنة الإنسانية المؤقتة الممزوجة بطعم النصر الذي رسمت معالمه المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي.. يتكشف للعالم أجمع حجم الدمار الهائل الذي خلفه الإرهاب الصهيوني في قطاع غزة.
فمع توقف الغارات الجوية الصهيو-أمريكية، واستمرار تجاوزات العدو الصهيوني بإطلاق النار في الأطراف الشرقية لغزة، وتحليق طائرات الاستطلاع التابعة له، يترقب الفلسطينيون الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى في إطار صفقة التبادل الجزئية التي فرضت فيها المقاومة الفلسطينية شروطها وبقوة.
"الهدنة الإنسانية" والتي تمتد لأربعة أيام فقط تم التوصل إليها بوساطة قطرية مصرية في غزة، وهيمنت على اهتمام شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي والإسلامي من محيطه إلى خليجه، وتحولت إلى حديث النشطاء والمغردين والمدونين في كل مكان، حيث جاءت بعد 48 يوماً من الإرهاب الصهيوني والمجازر الدموية التي استهدفت غزة والتي لم تؤدِ إلى أي انهيار في القطاع.
وجاءت الهدنة الإنسانية متضمنة صفقة جزئية لتبادل الأسرى والمحتجزين بين حركة حماس وبين كيان العدو الصهيوني، حيث يتم إطلاق 50 محتجزاً صهيونياً مقابل 150 أسيراً فلسطينياً، وهو ما كانت قد عرضته حركة حماس في اليوم الأول للحرب، فيما كان الصهاينة يرفضونه بشكل قاطع، وهذا ما دفع الكثيرين إلى اعتبار أن هذه الصفقة تُمثل انتصاراً لحماس في الحرب، أو أنها بداية الانتصار وبداية تحقيق الأهداف التي يريدها الفلسطينيون.
وفور إعلان الهدنة انتشرت الوسوم «#الهدنة_الإنسانية» و«#غزة_تنتصر» وغيرهما على شبكات التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تحولت الهدنة وتفاصيلها إلى موضوع للجدل والحديث على مختلف المنصات، فيما ذهب الكثيرون إلى الاحتفاء بوقف القتال وتقديم الشكر والثناء لدولة قطر على المجهود الذي بذلته من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق.
وفي هذا السياق.. أكدت العديد من مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية، أنه مع الهدنة الإنسانية المؤقتة تكشف جزء من الدمار الهائل الذي خلفته الآلة الحربية الصهيونية الأمريكية الإرهابية في المنازل والأعيان المدنية والبنى التحتية، في وقت تستمر التداعيات الإنسانية الكارثية للعدوان والحصار المشدد المفروض منذ بداية العدوان.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، في بيان مشترك لهم: "إن المشاهد الأولية للأماكن التي تمكنت طواقمهم من زيارتها للأحياء المستهدفة في جنوب وادي غزة، إلى جانب ما أمكن الاطلاع عليه من صور ومقاطع فيديو لجانب من التدمير في محافظة غزة وشمالها، يعكس مستوى غير مسبوق في عمليات التدمير الممنهج التي طالت أيضًا العديد من المعالم التاريخية والتراثية في غزة إلى جانب المؤسسات التعليمية".
ولفتت إلى أن مشاهدات في بلدة خزاعة شرق خانيونس على سبيل المثال أظهرت عمليات تدمير واسعة للمنازل والمساجد والشوارع، وتكرر ذلك في العديد من المناطق حيث اختفت تجمعات سكنية كاملة.
ووفقا للبيان المشترك، أظهرت مقاطع فيديو وثقها مواطنون فلسطينيون وصحفيون في مدينة غزة وبلدات محافظة الشمال، بما في ذلك المناطق التي توغلت فيها قوات العدو الصهيوني ولا تزال تتمركز فيها حتى الآن عمليات تدمير واسعة جدًا كان من الواضح أن هدفها التدمير ولم تعبر عن ضرورة متعلقة بالعمليات العسكرية وفق قاعدة الضرورة والتناسب.
وعن هزيمة العدو الصهيوني علق الصحفي والكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة في سلسلة تغريدات.. بالقول: "عن حال العدو من جديد.. لا تجد في تحليلاتهم سوى الحيْرة.. أسئلة كثيرة ولا إجابات محسومة.. بعضهم يطرح رأيا وأكثرهم لا يطرح غير أسئلة اليوم عن الصفقة وإمكانية تمديدها بضغط أمريكي، ولأجل تحرير أسرى آخرين.. وعن معضلة الجنوب، والأسئلة التالية وتبعات كل خيار.. نحن كابوس سيطاردهم حتى يكنسهم".
وأضاف الزعاترة في تغريدة ثانية: «هذه ليست حرباً ككل الحروب.. هي مجازر مسعورة ضد أبرياء وممتلكات وحسب، السبب أنها مع (كيان) أُصيب بالسُّعار.. (كيان) كان يعتقد أنه الأقوى في المنطقة والـ(أكثر نفيراً) في الكون، فإذا بفئة مؤمنة اعتقد أنه ركّعها بالحصار؛ توجّه له ضربة رهيبة أشعرته بقرب النهاية، لكن سُعاره لن يمنع نهايته".
فيما علق الناشط الفلسطيني أحمد يحيى، بالقول: "الهدنة لم يوافق عليها العدو إلا بعد الهزيمة والانكسار أمام ضربات الأسود.. الهدنة معناها نهاية مجرم الحرب نتنياهو بإذن الله".
وكتب المذيع في قناة "الجزيرة" أحمد منصور في تغريدة له.. قائلاً: "الأنظمة التي رهنت مستقبلها بـ"إسرائيل" تعيش أجواء الذل والانكسار والهزيمة، لم يجيدوا قراءة الواقع واستشراف المستقبل فأضلهم الله على علم، لقد ربطوا مصيرهم بـ"إسرائيل" رغم أن "الإسرائيليين" أنفسهم يتحدثون عن لعنة العقد الثامن ويعانون منذ خمس سنوات من الشقاق الداخلي والصراع وعدم الاستقرار وها هي تتلقى هزيمة عسكرية وسياسية واقتصادية تاريخية وما يجري على "إسرائيل" سيجري عليهم (فاعتبروا يا أولي الأبصار)".
ويُشار إلى الهدنة الإنسانية من الناحية السياسية تمثل أول اتفاق يتم التوصل إليه من أجل وقف الحرب ولو مؤقتا، وتُعتبر اختراقا مهما للتصعيد الصهيوني عقب عملية "طوفان الأقصى"، ويراها المراقبون أيضا ثمرة سياسية لأمرين أساسيين: أولهما ثبات المقاومة الفلسطينية وصمودها في مواجهة جيش العدو الصهيوني المدعوم أمريكيا بشكل غير مسبوق، والذي فشل فشلا ذريعا في تحقيق أي إنجاز عسكري على الأرض خلال ستة أسابيع من الحرب، وثانيهما الضغوط الداخلية والخارجية على حكومة نتنياهو التي اضطر معها للقبول على مضض بصفقة التبادل والهدنة.
الجدير ذكره أن حصيلة ضحايا العدوان الصهيو-أمريكي على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، تجاوزت الـ15 ألف شهيد بينهم أكثر من ستة آلاف و150 طفلا وأربعة آلاف امرأة، كما بلغ عدد المفقودين أكثر من سبعة آلاف مفقود، وأكثر من 36 ألف جريح، 75 في المائة منهم أطفال ونساء.
في المقابل تكبد العدو الصهيوني خسائر بشرية ومادية واقتصادية كبيرة جداً، حيث تجاوزت حصيلة قتلاه بحسب ما هو مٌعلن فقط حاجز الـ2000 بين قتيل وأسير ومفقود من الجنود وقطعان المستوطنين، فيما تجاوزت حصيلة جرحاه حاجز الـ8000 حالة.. أما ما خفي فهو بكل تأكيد أعظم ولكن العدو يكابر ويخفي خسائره حتى لا تنهار جبهته الداخلية.
مع دخول العدوان الصهيو-أمريكي على قطاع غزة يومه الـ51 على التوالي، وبالتزامن مع ثالث أيام الهدنة الإنسانية المؤقتة الممزوجة بطعم النصر الذي رسمت معالمه المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي.. يتكشف للعالم أجمع حجم الدمار الهائل الذي خلفه الإرهاب الصهيوني في قطاع غزة.
فمع توقف الغارات الجوية الصهيو-أمريكية، واستمرار تجاوزات العدو الصهيوني بإطلاق النار في الأطراف الشرقية لغزة، وتحليق طائرات الاستطلاع التابعة له، يترقب الفلسطينيون الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى في إطار صفقة التبادل الجزئية التي فرضت فيها المقاومة الفلسطينية شروطها وبقوة.
"الهدنة الإنسانية" والتي تمتد لأربعة أيام فقط تم التوصل إليها بوساطة قطرية مصرية في غزة، وهيمنت على اهتمام شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي والإسلامي من محيطه إلى خليجه، وتحولت إلى حديث النشطاء والمغردين والمدونين في كل مكان، حيث جاءت بعد 48 يوماً من الإرهاب الصهيوني والمجازر الدموية التي استهدفت غزة والتي لم تؤدِ إلى أي انهيار في القطاع.
وجاءت الهدنة الإنسانية متضمنة صفقة جزئية لتبادل الأسرى والمحتجزين بين حركة حماس وبين كيان العدو الصهيوني، حيث يتم إطلاق 50 محتجزاً صهيونياً مقابل 150 أسيراً فلسطينياً، وهو ما كانت قد عرضته حركة حماس في اليوم الأول للحرب، فيما كان الصهاينة يرفضونه بشكل قاطع، وهذا ما دفع الكثيرين إلى اعتبار أن هذه الصفقة تُمثل انتصاراً لحماس في الحرب، أو أنها بداية الانتصار وبداية تحقيق الأهداف التي يريدها الفلسطينيون.
وفور إعلان الهدنة انتشرت الوسوم «#الهدنة_الإنسانية» و«#غزة_تنتصر» وغيرهما على شبكات التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تحولت الهدنة وتفاصيلها إلى موضوع للجدل والحديث على مختلف المنصات، فيما ذهب الكثيرون إلى الاحتفاء بوقف القتال وتقديم الشكر والثناء لدولة قطر على المجهود الذي بذلته من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق.
وفي هذا السياق.. أكدت العديد من مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية، أنه مع الهدنة الإنسانية المؤقتة تكشف جزء من الدمار الهائل الذي خلفته الآلة الحربية الصهيونية الأمريكية الإرهابية في المنازل والأعيان المدنية والبنى التحتية، في وقت تستمر التداعيات الإنسانية الكارثية للعدوان والحصار المشدد المفروض منذ بداية العدوان.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، في بيان مشترك لهم: "إن المشاهد الأولية للأماكن التي تمكنت طواقمهم من زيارتها للأحياء المستهدفة في جنوب وادي غزة، إلى جانب ما أمكن الاطلاع عليه من صور ومقاطع فيديو لجانب من التدمير في محافظة غزة وشمالها، يعكس مستوى غير مسبوق في عمليات التدمير الممنهج التي طالت أيضًا العديد من المعالم التاريخية والتراثية في غزة إلى جانب المؤسسات التعليمية".
ولفتت إلى أن مشاهدات في بلدة خزاعة شرق خانيونس على سبيل المثال أظهرت عمليات تدمير واسعة للمنازل والمساجد والشوارع، وتكرر ذلك في العديد من المناطق حيث اختفت تجمعات سكنية كاملة.
ووفقا للبيان المشترك، أظهرت مقاطع فيديو وثقها مواطنون فلسطينيون وصحفيون في مدينة غزة وبلدات محافظة الشمال، بما في ذلك المناطق التي توغلت فيها قوات العدو الصهيوني ولا تزال تتمركز فيها حتى الآن عمليات تدمير واسعة جدًا كان من الواضح أن هدفها التدمير ولم تعبر عن ضرورة متعلقة بالعمليات العسكرية وفق قاعدة الضرورة والتناسب.
وعن هزيمة العدو الصهيوني علق الصحفي والكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة في سلسلة تغريدات.. بالقول: "عن حال العدو من جديد.. لا تجد في تحليلاتهم سوى الحيْرة.. أسئلة كثيرة ولا إجابات محسومة.. بعضهم يطرح رأيا وأكثرهم لا يطرح غير أسئلة اليوم عن الصفقة وإمكانية تمديدها بضغط أمريكي، ولأجل تحرير أسرى آخرين.. وعن معضلة الجنوب، والأسئلة التالية وتبعات كل خيار.. نحن كابوس سيطاردهم حتى يكنسهم".
وأضاف الزعاترة في تغريدة ثانية: «هذه ليست حرباً ككل الحروب.. هي مجازر مسعورة ضد أبرياء وممتلكات وحسب، السبب أنها مع (كيان) أُصيب بالسُّعار.. (كيان) كان يعتقد أنه الأقوى في المنطقة والـ(أكثر نفيراً) في الكون، فإذا بفئة مؤمنة اعتقد أنه ركّعها بالحصار؛ توجّه له ضربة رهيبة أشعرته بقرب النهاية، لكن سُعاره لن يمنع نهايته".
فيما علق الناشط الفلسطيني أحمد يحيى، بالقول: "الهدنة لم يوافق عليها العدو إلا بعد الهزيمة والانكسار أمام ضربات الأسود.. الهدنة معناها نهاية مجرم الحرب نتنياهو بإذن الله".
وكتب المذيع في قناة "الجزيرة" أحمد منصور في تغريدة له.. قائلاً: "الأنظمة التي رهنت مستقبلها بـ"إسرائيل" تعيش أجواء الذل والانكسار والهزيمة، لم يجيدوا قراءة الواقع واستشراف المستقبل فأضلهم الله على علم، لقد ربطوا مصيرهم بـ"إسرائيل" رغم أن "الإسرائيليين" أنفسهم يتحدثون عن لعنة العقد الثامن ويعانون منذ خمس سنوات من الشقاق الداخلي والصراع وعدم الاستقرار وها هي تتلقى هزيمة عسكرية وسياسية واقتصادية تاريخية وما يجري على "إسرائيل" سيجري عليهم (فاعتبروا يا أولي الأبصار)".
ويُشار إلى الهدنة الإنسانية من الناحية السياسية تمثل أول اتفاق يتم التوصل إليه من أجل وقف الحرب ولو مؤقتا، وتُعتبر اختراقا مهما للتصعيد الصهيوني عقب عملية "طوفان الأقصى"، ويراها المراقبون أيضا ثمرة سياسية لأمرين أساسيين: أولهما ثبات المقاومة الفلسطينية وصمودها في مواجهة جيش العدو الصهيوني المدعوم أمريكيا بشكل غير مسبوق، والذي فشل فشلا ذريعا في تحقيق أي إنجاز عسكري على الأرض خلال ستة أسابيع من الحرب، وثانيهما الضغوط الداخلية والخارجية على حكومة نتنياهو التي اضطر معها للقبول على مضض بصفقة التبادل والهدنة.
الجدير ذكره أن حصيلة ضحايا العدوان الصهيو-أمريكي على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، تجاوزت الـ15 ألف شهيد بينهم أكثر من ستة آلاف و150 طفلا وأربعة آلاف امرأة، كما بلغ عدد المفقودين أكثر من سبعة آلاف مفقود، وأكثر من 36 ألف جريح، 75 في المائة منهم أطفال ونساء.
في المقابل تكبد العدو الصهيوني خسائر بشرية ومادية واقتصادية كبيرة جداً، حيث تجاوزت حصيلة قتلاه بحسب ما هو مٌعلن فقط حاجز الـ2000 بين قتيل وأسير ومفقود من الجنود وقطعان المستوطنين، فيما تجاوزت حصيلة جرحاه حاجز الـ8000 حالة.. أما ما خفي فهو بكل تأكيد أعظم ولكن العدو يكابر ويخفي خسائره حتى لا تنهار جبهته الداخلية.