صنعاء-سبأ:
تبخّرت التهديدات والتحالفات التي دعت لها أمريكا في البحر الأحمر، لردع القوات المسلحة اليمنية عن موقفها المناصر والمساند للشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة عقب عملية السابع من أكتوبر 2023م ضد كيان العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوربياً.
أمريكا وتحالف ما يسمى بـ"حارس الازدهار"، المشكّل بقيادة واشنطن في البحر الأحمر، وقفوا عاجزين أمام القوات المسلحة اليمنية ومفاجآتها المتوالية وتفوقها الاستخباراتي في الحصول على معلومات دقيقة عن نوعية سفن كيان العدو الصهيوني والمرتبطة به والبوارج الأمريكية والبريطانية والداعمة لإسرائيل في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي واستهدافها بدقة.
على مدى الأشهر الماضية، حاولت أمريكا وتحالفها المشبوه، إضعاف قدرات القوات المسلحة اليمنية وكبح جماحها، لكنها عجزت وفشلت فشلاً ذريعاً في صد الضربات الموجهة لسفن العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني والمرتبطة بهم والداعمة لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة المحتل الغاصب ودعم وإسناد قضية الأمة المركزية والأولى.
فاعلية العمليات العسكرية اليمنية، أثمرت حالياً في سحب أمريكا وتحالفها المزعوم سفنها ومدمراتها وبوارجها رسمياً من البحر الأحمر، وإجبارها على الرحيل والمغادرة بعد مضي ما يقارب من أربعة أشهر من تواجدها فيه وأبرزها حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" و"يو إس إس غريفلي"، التي سعت خلال الأشهر الماضية لحماية سفن العدو الصهيوني والمتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة من الصواريخ والمسيرات اليمنية.
انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية "أيزنهاور وغريفلي"، من البحر الأحمر، يؤكد سقوط أُسطورة القوة العظمى لواشنطن والجيش الذي لا يُقهر للندن أمام ضربات القوات المسلحة اليمنية وعدم جدوى التحالف الدولي "حارس الازدهار" الذي لم يستطع أن يحمي أي سفينة أو بارجة، لكن ازدادت وتيرة ونوعية الضربات التي أغرقت سفينة "روبيمار" البريطانية في فبراير الماضي، وهناك سفن أخرى في طريقها إلى الإغراق.
دخول القوات المسلحة اليمنية معركة مباشرة مع العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني في العاشر من أكتوبر من العام الماضي، أثبت صوابية توجهات القيادة الثورية اليمنية في دعم ومساندة القضية الفلسطينية التي تواجه تآمراً دولياً وعربياً غير مسبوق عبر التاريخ.
وما من شك أن التحذيرات المتكررة لقائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، للعدو الأمريكي بـ"جعل بوارجه هدفاً للصواريخ اليمنية"، آتت أُكلها في رحيل بوارج عسكرية أمريكية وأوروبية، سيما بعد إخفاق واشنطن في تسويق روايتها حول ما يحدث في البحر الأحمر، وعجزها الكامل عن إيقاف العمليات العسكرية اليمنية ضد كيان العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني، في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وأم الرشراش المحتلة.
لطالما حشرت أمريكا وما تزال تحشر أنفها في كل شيء وتتدخل في الشؤون الداخلية للدول والشعوب، خاصة في المنطقة العربية بفعل خضوع حكام أنظمتها الخائنة والعميلة لسياسة قوى الهيمنة والاستكبار، ما يؤكد حاجتها اليوم لمن يُنقذها في ظل تصاعد الاحتجاجات والتظاهرات الطلابية التي تشهدها معظم جامعاتها نصرة لغزة وتنديداً بالدعم الأمريكي للكيان الصهيوني في ارتكاب حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة والأراضي المحتلة.
بات واضحاً وضوح الشمس أن أمريكا رأس الشر والإرهاب في العالم التي تتشدّق بالحقوق والحريات والديمقراطية وحرية التعبير والرأي والرأي الآخر، لم تدع أي قيمة للإنسانية إلا وانتهكتها، وعلى شعوب ودول العالمين العربي والإسلامي تسلّم زمام المبادرة وأن تدرك بأن تحررها يبدأ بكنس الاستعمار وأدواته من حكام الأنظمة الخانعين، حيئذٍ سيكون الطريق معبداً أمامها في تحرير الأراضي العربية المحتلة من رجس الصهاينة الذين لن يقوون على مواجهة غضب الأمة وسيلها الجارف.