صنعاء- سبأ: عبد العزيز الحزي
يواصل الرئيس الأمريكي جو بايدن وشريكه الفاشي رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو سياسية المماطلة والمناورة لكسب الوقت من أجل إطالة أمد العدوان وارتكاب المزيد من المجازر والإبادة الجماعية والتصفية العرقية في قطاع غزة عبر طرح صفقات لوقف إطلاق النار ورفضها حين توافق عليها "حماس" فيما بعدها توجه اتهامات لـ"حماس" برفض الصفقة وتحميلها المسؤولية.
وفي هذا الإطار، أقر بايدن في مقابلة خاصة مع مجلة تايم الأمريكية الثلاثاء، بأن نتنياهو ربما يماطل في إنهاء الحرب بقطاع غزة لأسباب سياسية.
وسُئل بايدن في المقابلة عما إذا كان يؤمن بصحة التلميحات الصهيونية التي تشير إلى أن نتنياهو يطيل أمد الحرب من أجل مصالحه السياسية، فأجاب "هناك أسباب وجيهة تجعل الناس يتوصلون إلى هذا الاستنتاج".
وأجريت المقابلة في 28 مايو قبل أيام قليلة من إعلان بايدن اقتراحا مفصلا لوقف إطلاق النار في غزة، ويتزامن نشرها مع مواجهة نتنياهو انقسامات سياسية عميقة في الداخل.
ودافع بايدن -الذي يناور حاليا بشأن حرب غزة المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر بأنه يريد إنهائها وهو الذي كان يؤيد استمرارها من قبل وتمانع إدارته أي مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لوقف دائم لإطلاق النار باستخدام حق "الفيتو"- عن الكيان الصهيوني بأنه "لم يتسنَّ تأكيد" ارتكاب القوات الصهيونية جرائم حرب في غزة.
وبخصوص العدوان على غزة، أظهر بايدن أن هناك خلاف رئيسي مع نتنياهو بشأن ما سيحدث بعد انتهاء حرب غزة.. مشددا على وجوب الانتقال إلى حل الدولتين (فلسطينية وصهيونية).
وعادةً ما تثار قضية حل الدولتين التي تمنى بها السلطة الفلسطينية منذ عقود عندما يشتد الصرع في الأراضي الفلسطينية المحتلة دون أن تلقى هذه الطروحات الأمريكية طريقها الى اليوم.
وبشأن احتمال ارتكاب القوات الصهيونية جرائم حرب في غزة، ادعى بايدن أنه من غير المؤكد حدوث ذلك، وتم التحقيق فيه من قِبل الصهاينة أنفسهم.
وبهذه التصريحات المتحيزة، فقد أعطى بايدن الضوء الأخضر لاستمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب المزيد من المجازر في القطاع بأكمله.
ولاحقا، ارتكبت قوات العدو الصهيوني خلال عملية "إنجاز" فاشلة لتحرير أربعة أسرى صهاينة مجزرة وإبادة جماعية بشعة لا مثيل لها حيث ارتقى ما يقارب من 1000 شخص بين شهيد ومصاب.
ووفقا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفعت حصيلة مجزرة النصيرات التي ارتكبتها قوات العدو الصهيوني في مخيم النصيرات السبت إلى 274 شهيدًا ونحو 700 جريح، أغلبيتهم من الأطفال والنساء.
وقال المكتب في بيان له: إن بين الشهداء 64 طفلا و57 امرأة.. مشيرا إلى أن جيش العدو استخدم سيارتين مدنيتين في ارتكاب مجزرة النصيرات.
وبلغ عدد الإصابات 698 مصاباً بينهم 153 طفلاً و161 امرأة و54 مسناً، والباقي من المدنيين الذين كانوا يتواجدون في سوق النصيرات ومحيطه وفي المنازل المجاورة.
وأكد أن جنود العدو الذين شاركوا في مجزرة النصيرات تنكروا بهيئة نازحين، وأن العدو قصف 89 منزلا ومبنى سكنيا مأهولا بالسكان خلال ارتكاب المجزرة.
وبشأن مذكرات الاعتقال الدولية التي أصدرها مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان بحق نتنياهو، ووزير حربه يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، قال بايدن "لا نعترف بالمحكمة الجنائية الدولية"، وأضاف "هناك شيء واحد مؤكد هو أن الفلسطينيين في غزة يعانون كثيرا بسبب نقص الغذاء والماء والدواء، كما قُتل الكثير من الأبرياء منهم".
مع دخول العدوان الصهيوني يومه الـ248 ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة، بحسب مصادر طبية فلسطينية، إلى 37084، والإصابات إلى 84494، منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر الماضي.
ويواصل العدو الصهيوني عدوانه متجاهلاً قراراً من مجلس الأمن يطالبه بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبه بوقف هجومه على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
ويستمر الشريك نتنياهو وعصابته في المماطلة والتسويف والمراوغة بشأن وقف العدوان على قطاع غزة، فبعد أن أطلق الرئيس الأمريكي مقترح صهيوني بشأن صفقة لوقف إطلاق النار وإعادة الأسرى خرج أوفير فولك مساعد نتنياهو متحدثا عن الاتفاق الذي اقترحه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنه "معيب" وبحاجة لمزيد من العمل عليه.
وفي مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية، قال أوفير فولك كبير مستشاري نتنياهو للسياسة الخارجية: إن اقتراح بايدن غير جيد وأن "هناك الكثير من التفاصيل التي يتعين العمل عليها"، ذلك أن الشروط الصهيونية، المتضمنة الإفراج عن الرهائن والقضاء على حماس لم تتغير".
وأعلن بايدن يوم الجمعة ما قال إنها خطة من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب، وقال: إن المرحلة الأولى وفقا للاتفاق المقترح تتضمن هدنة وإعادة بعض الرهائن الذين لا تزال حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تحتجزهم، وبعدها يتفاوض الجانبان على وقف الهجمات لفترة غير محددة في المرحلة الثانية التي يتم فيها إطلاق سراح الرهائن المتبقين على قيد الحياة.
وأشاد بايدن بعدة مقترحات لوقف إطلاق النار على مدى الأشهر القليلة الماضية، وكان كل منها يحمل إطارا مماثلا للخطة التي أعلن عنها يوم الجمعة لكن لم ينجح أي من تلك المقترحات.
وكانت نقطة الخلاف الأساسية هي إصرار الكيان الصهيوني الغاصب على مناقشة وقف مؤقت للقتال، على أن يستمر لاحقا حتى يتم القضاء على حماس.
وتتمسك حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بموقفها الثابت في وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة وعودة النازحين وفك الحصار وإعادة الإعمار.
وفي كلمته يوم الجمعة قال بايدن: إن اقتراحه الأحدث "يهيئ مستقبلا أفضل في غزة دون وجود حماس في السلطة" دون أن يوضح كيفية تحقيق ذلك، وأقر بأن "هناك عدداً من التفاصيل التي يجب التفاوض بشأنها للانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية".
ويرغب الكيان الصهيوني الذي يرتكب بشكل يومي مجازر وإبادة جماعية في قطاع غزة بما أسماه "نصر مطلق" في القطاع، بيد أنه لا أمل للكيان الغاصب في ذلك بل على العكس هو أمر بعيد المنال على الواقع لأن فصائل المقاومة الفلسطينية فرضت استراتيجية النصر على الأرض، بحسب المراقبين.