غزة- سبأ:
أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الأحد، على تمسكها بالمقاومة المسلحة سبيلاً وحيداً لمواجهة المشروع الصهيوني وتحرير أرض فلسطين.
وقالت الحركة في بيان صحفي بمناسبة الذكرى الـ37 لانطلاقتها: "لقد خضنا معارك كثيرة، من معركة الشجاعية، والهروب الكبير من سجن غزة المركزي، في العام 1987، إلى الانتفاضة الأولى في العام 1987، مروراً بالعمليات الكبرى في بيت ليد وأخواتها، وصولاً إلى انتفاضة الأقصى في العام 2000، بعملياتها الكبرى والمميزة التي توجت بمعركة جنين الكبرى في العام 2002، إلى مواجهة الاعتداءات على غزة بعد إجبار العدو على الاندحار منها في العام 2005، وعملية نفق الحرية، في العام 2021، والمعارك التي خاضتها وتخوضها كتائبنا في الضفة الغربية التي آلمت العدو واوجعته بشدة ومنها معركة بأس جنين، ومعركة وحدة الساحات، في العام 2022، ومعركة ثأر الأحرار في العام 2023، وصولاً إلى مشاركتنا الفاعلة والقوية في معركة طوفان الأقصى".
وأضافت: "إننا نؤكد اليوم، بأننا سنبقى أوفياء لأرواح شهداء شعبنا، وشهداء حركتنا وقادتها الشجعان، وعلى الاستمرار في جهادنا حتى الانتصار على المشروع الصهيوني ودحره عن أرضنا".
كما أكدت الحركة، أن "معركة طوفان الأقصى" كانت هي الرد الطبيعي على سياسات العدو وغطرسته ومحاولات تهميش القضية الفلسطينية وشطبها وإنهائها، ما حدث يوم السابع من أكتوبر في العام 2023، هو نتيجة سياسة الحصار المستمرة ضد الشعب الفلسطيني منذ 18 عاماً، دون أن يحرك أحد ساكناً، بل كان ثمة من يتآمر عليه، ويخطط لتهجير من تبقى من الشعب الفلسطيني من أرضه، وتهويد مقدساته، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وضم الضفة الغربية، وشطب قضية اللاجئين".
وشددت على إن معركة طوفان الأقصى قضت على كل محاولات تهميش القضية الفلسطينية وشطب حقوق الشعب الفلسطينيين وتهجيره، وأعادت الصراع مع العدو الصهيوني إلى المربع الأول، ووضعت الكيان الصهيوني أمام مأزق وجودي لا يعرف مخرجاً منه، إلا الاستمرار في القتل، وقد انكشف خداعه وزيفه للعالم أجمع.
وتابعت: "برغم كل الآلام والتضحيات، إلا أننا نرى أن صمود شعبنا ومقاومته قد أسقط الأقنعة وكشف الأجندات الخفية، ووضع الجميع أمام حقائق لا لبس فيها: فالعدوان الصهيوني على غزة لم يكن رداً على معركة طوفان الأقصى، بل كان مخططاً معداً سلفاً، هدفه تحقيق وهم (إسرائيل الكبرى) وفرض الهيمنة على كامل المنطقة، تحت مسمى (الشرق الأوسط الجديد)، وهو ما قاله رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، وأعضاء في حكومته، جهاراً، وهو ما يكشفه سلوك جيشه الإجرامي في التدمير الممنهج في قطاع غزة والضفة المحتلة وأجزاء واسعة من لبنان".
ولفتت إلى أن تحميل المقاومة في غزة مسؤولية الدمار وزهق الأرواح، نتيجة الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني، هو سقوط أخلاقي، وغباء فكري، وتعمية للحقائق، وإن المجازر التي ترتكبها حكومة العدو وجيشه هدفها إجراء تغيير ديمغرافي واستراتيجي خدمة لمشروع الهيمنة على كامل منطقتنا.
وتوجهت الحركة، بالتحية إلى الذين ساندوا صمود الشعب الفلسطيني وما تخلوا عن دعم مقاومته وقضيته، في جنوب لبنان، والعراق واليمن والجمهورية الإسلامية في إيران.. كما توجهت بهذه المناسبة، بتحية إجلال وإكبار خاصة إلى روح الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، رحمه الله، الذي قدّم روحه وفاء لعهده بالتمسك بفلسطين ومقاومتها قضيتها.
وحيت أيضاً الجمهورية الإسلامية في إيران، شعباً وقيادة وحكومة، على ما تقدمه من دعم للشعب الفلسطيني.. مشدية بالموقف القوي الذي أعلنه مرشد الثورة الإسلامية، القائد السيد علي خامنئي، حفظه الله، في تأبين السيد نصر الله.
وأدانت، تخاذل الدول والأنظمة العربية المطبعة مع العدو، التي لم تكتف بخذلان شعبنا، فلم تعلق الاتفاقيات، ولم تطرد السفراء، ومنعت شعوبها من التعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني وقضيته، بل شارك بعضها في مخططات العدو في حصار شعبنا وشرعت طرق الإمداد للكيان وفك الحصار عنه وإمداده بمختلف أنواع الدعم.
وقالت: إننا نهيب بالشعوب العربية والإسلامية أن تكسر قيدها وأن تثأر لكرامتها بعدما كبلتها هذه الأنظمة باتفاقيات الاستسلام والذل والعار، تحت مسمى التطبيع، الذي هو في الأصل اعتراف للمحتل بما ليس من حقه.
كما أدانت، صمت المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية، لعجزها عن إصدار القرارات التي توقف حرب الإبادة والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، والاعتداءات على الشعبين اليمني والعراقي.. وأدانت أيضاً تقاعس المحكمة الجنائية الدولية في إصدار مذكرات اعتقال بحقي مجرمي الحرب في الكيان.
وتوجهت، بالتحية إلى كل الأحرار في العالم الذين ساندوا قضية الشعب الفلسطيني ورفعوا اصواتهم احتجاجاً على سياسات القتل والمجازر التي يرتكبها العدو تحت إشراف الإدارة الأمريكية المجرمة.
كما أكدت "على تكاملها الميداني مع حركة حماس، وكل قوى المقاومة، وتنسيقها الكامل معهم بخصوص مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.. مؤكدة على تمسكها بمواقفها، وفي مقدمتها: الوقف الشامل لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وفتح المعابر وفك الحصار وإدخال المواد الإغاثية، وصولاً إلى إجراء صفقة تبادل للأسرى، وإعادة الإعمار".
كما توجهت، بالتحية إلى أرواح الشهداء والقادة وفي مقدمتهم، الشهيد الدكتور المؤسس فتحي الشقاقي، والدكتور رمضان عبد الله شلح.. كما توجهت بالتحية إلى الأسرى الفلسطينيين البواسل، وإلى الجرحى.
وفي ختام بيانها أكدت حركة الجهاد "على تمسكها بالمقاومة سبيلا وحيداً لمواجهة الإجرام الصهيوني، وإنها على ثقة تامة بأن مصير هذا الكيان الصهيوني هو الزوال القريب، وأن قوى المقاومة في أمتنا هي التي ستكتب تاريخ منطقتنا".