صنعاء – سبأنت:
احتفل المَجمَع العلمي اللغوي اليمني ، اليوم السبت في قاعة مركز الدراسات والبحوث اليمني بصنعاء ، باليوم العالمي للغة العربية (18 ديسمبر) من خلال ندوة بعنوان "اللغة العربية بوابة المعرفة الشاملة" بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين والأدباء .
وفي ورقته بعنوان "اللغة والهوية" أكد رئيس المجمع شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح أن اللغة هي من أهم مكونات أي هوية حضارية.
وقال:لقد تعددت في الآونة الأخيرة المواقف والآراء حول مفهوم الهوية، والمقومات التي تؤلف هذا المكون. ووصلت غالبية الباحثين فيما يشبه الإجماع على أن العنصر الرئيس في تلك المقومات يتجسد في اللغة بوصفها وسيلة التخاطب والتواصل،وبوصفها الإناء الجامع لثقافة الأمة والحافظ لموروثها الإبداعي والعلمي والفني.
وأشار إلى بعض القوانين التي تتخذها الشعوب المتقدمة متضمنة الشروط التي ينبغي توفرها في من يريد أن ينال جنسيتها، وفي مقدمة تلك الشروط بل ومن أهمها أن يكون عارفاً بلغة البلاد.
وبناء علي ذلك أكد المقالح أن اللغة هي الهوية الأولى أو بعبارة ثانية هي هوية الهويات ، وبالقياس على ذلك تكون اللغة العربية هي أساس هوية المواطن العربي، وليس العرق أو الانتماء المناطقي أو الطائفي أو المذهبي. وعن طريقها فقط يتكون التجانس وتتوحد المشاعر ، وتذوب الاختلافات وتتلاشى.
وقال : إن الاحتلال الأجنبي كان عندما يستولي على بلد ما يسعى منذ اللحظة الأولى إلى طمس لغة ذلك البلد وفرض لغته هو لتكون لسان حال الواقع كخطوة أولى نحو الدمج والإلحاق كما حدث على سبيل المثال مع الجزائر القطر العربي الذي ما يزال -بعد خمسين عاماً ويزيد - على الاستقلال السياسي يسعى إلى اثبات سيادته و استقلاله اللغوي لتكتمل بذلك هويته الوطنية والقومية.
كما لفتَ إلى الدعوات المشبوهة التي نشأت في الوطن العربي للتعامل مع العاميات وتبديل الحروف العربية بالحروف اللاتينية وغيرها من الدعوات التي لقيت رفضاً عربياً شاملاً في أقطار انتشارها الأول كما في بقية الأقطار التي رأت فيها هدماً لروح الأمة ممثلاً في لغتها وثقافتها.
وأشار شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح الى ما تعرضت وتتعرض له اللغة العربية من تحديات وما بذل ويبذل من جهود من أجل حمايتها ازاء ما تتعرض له وبخاصة من دعاة العامية وأفكارهم البائسة مستغلين حالة الاحتراب والخلافات الدائرة بين بعض الأنظمة،منوها بما تتعرض له اللغة العربية في وسائل الاعلام وبخاصة التلفاز ووسائل التواصل الحديثة وغيرها من اساليب التخريب اللغوي.
وخلص الدكتور المقالح مؤكداً أن القطرية الضيقة لا تصنع هوية ولا شعباً وأن الذين يحلمون بهويات قطرية منعزلة واهمون.
من جانبها تناولت عضو المجمع نائب وزير الثقافة الشاعرة هدى أبلان في كلمتها ، اهمية الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية التي يحتفي بها العالم كواحدة من أهم اللغات الانسانية التي اثرت الحضارات والعلوم والفنون والآداب ، وكانت وعاء لكل ما سبق من أزهى فترات التاريخ الانساني الذي كان يعج بالظلمات ونحن نسج في نور هذه اللغة وبهائها ورونقها .
وقالت : حتى ونحن ننتكس لازالت هذه اللغة يتعالى جمالها وهي في نظر الآخر قبل ابنائها لغة تميز فرادة وثراء .
وأعربت أبلان عن سعادتها بأن تكون جزءاً من هذا الاحتفاء الذي يقيه المجمع العلمي اللغوي اليمني وهو يواصل طريقه نحو الحياة والاستمرار رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا التي يعلو فيها صوت الموت والحرب على قيم الحياة العظمي بما فيها اللغة التي تحتاج اليوم ألى تنقيتها من مفردات الفناء لتبقى المفردات الداعية إلى الابتكار والخلق والعلوم والآداب .
وفي الندوة ،التي أدارها الدكتور محمد ناصر حميد ، تناول الدكتور علي علي الحضرمي تعليم اللغة العربية في مؤسسات التعليم الجامعي لغير الناطقين بها ، منوها بأهمية اعتماد برنامج وشهادة إجادة اللغة العربية اسوة بغيرها من اللغات الأخرى كالانجليزية والفرنسية .
فيما تطرق الدكتور أحمد غازي إلى "التعريب في اللغة العربية "،منطلقا من مفهوم التعريب إلى المراحل التي مر بها عبر تاريخ اللغة العربية.
وتوقف مفيد الحالمي في ورقته بعنوان " البيئة الحربية في اللغة العربية" أمام واقع التناقض في التعبير الجمالي الذي ينضح به تراث الشعر والأدب العربي مستخدماً مفردات الحرب والعنف والقتال .
معوقات التعريب في التعليم الجامعي كان موضوع ورقة الدكتورة منى المحاقري التي ركزت على التحديات والمشاكل التي تعترض مسار التعريب في مؤسسات التعليم الجامعي.
وأوصت المحاقري بضرورة اصدار قرارات حكومية ملزمة بتعريب مناهج التخصصات الجامعية ومتابعة هذه القرارات وضرورة نشر الكتب العلمية بالعربية وتخصيص ميزانيات كافية لها وتشجيع تأليف ونشر البحوث والكتب العلمية بالعربية ودعم الصناعة المعجمية المتخصصة والالتزام بالقواعد التي وضعتها مجامع العربية في الوضع المصطلحي وزيادة التنسيق والتعاون بين الجامعات وبين المجامع وبين المكتبات وإنشاء مراكز للتعريب .
واثريت الندوة ، التي حضرها عضو المجمع الباحث والمؤرخ الدكتور حسين العمري وعدد من المهتمين ؛ بمداخلات ونقاشات .
تخلل الندوة قصيدة للشاعر الحارث بن الفضل .
وعلى هامش الندوة تم توزيع العدد الأول من مجلة المَجمَع الدورية الفصلية .
وأوضح رئيس تحرير المجلة شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح أن ما تطمح إليه هذه المجلة الناطقة باسم المجمع العلمي اللغوي اليمني أن تكون واحداً من الأجراس التي تدق أبواب الخطر المحدق بلغتنا من جميع الجهات وإضافة ايجابية إلى مثيلاتها الهادفة إلى تكوين استراتيجية للتحديث والتطوير اللغوي المواكب لمتغيرات العصر ومستجداته.
سبأ
احتفل المَجمَع العلمي اللغوي اليمني ، اليوم السبت في قاعة مركز الدراسات والبحوث اليمني بصنعاء ، باليوم العالمي للغة العربية (18 ديسمبر) من خلال ندوة بعنوان "اللغة العربية بوابة المعرفة الشاملة" بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين والأدباء .
وفي ورقته بعنوان "اللغة والهوية" أكد رئيس المجمع شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح أن اللغة هي من أهم مكونات أي هوية حضارية.
وقال:لقد تعددت في الآونة الأخيرة المواقف والآراء حول مفهوم الهوية، والمقومات التي تؤلف هذا المكون. ووصلت غالبية الباحثين فيما يشبه الإجماع على أن العنصر الرئيس في تلك المقومات يتجسد في اللغة بوصفها وسيلة التخاطب والتواصل،وبوصفها الإناء الجامع لثقافة الأمة والحافظ لموروثها الإبداعي والعلمي والفني.
وأشار إلى بعض القوانين التي تتخذها الشعوب المتقدمة متضمنة الشروط التي ينبغي توفرها في من يريد أن ينال جنسيتها، وفي مقدمة تلك الشروط بل ومن أهمها أن يكون عارفاً بلغة البلاد.
وبناء علي ذلك أكد المقالح أن اللغة هي الهوية الأولى أو بعبارة ثانية هي هوية الهويات ، وبالقياس على ذلك تكون اللغة العربية هي أساس هوية المواطن العربي، وليس العرق أو الانتماء المناطقي أو الطائفي أو المذهبي. وعن طريقها فقط يتكون التجانس وتتوحد المشاعر ، وتذوب الاختلافات وتتلاشى.
وقال : إن الاحتلال الأجنبي كان عندما يستولي على بلد ما يسعى منذ اللحظة الأولى إلى طمس لغة ذلك البلد وفرض لغته هو لتكون لسان حال الواقع كخطوة أولى نحو الدمج والإلحاق كما حدث على سبيل المثال مع الجزائر القطر العربي الذي ما يزال -بعد خمسين عاماً ويزيد - على الاستقلال السياسي يسعى إلى اثبات سيادته و استقلاله اللغوي لتكتمل بذلك هويته الوطنية والقومية.
كما لفتَ إلى الدعوات المشبوهة التي نشأت في الوطن العربي للتعامل مع العاميات وتبديل الحروف العربية بالحروف اللاتينية وغيرها من الدعوات التي لقيت رفضاً عربياً شاملاً في أقطار انتشارها الأول كما في بقية الأقطار التي رأت فيها هدماً لروح الأمة ممثلاً في لغتها وثقافتها.
وأشار شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح الى ما تعرضت وتتعرض له اللغة العربية من تحديات وما بذل ويبذل من جهود من أجل حمايتها ازاء ما تتعرض له وبخاصة من دعاة العامية وأفكارهم البائسة مستغلين حالة الاحتراب والخلافات الدائرة بين بعض الأنظمة،منوها بما تتعرض له اللغة العربية في وسائل الاعلام وبخاصة التلفاز ووسائل التواصل الحديثة وغيرها من اساليب التخريب اللغوي.
وخلص الدكتور المقالح مؤكداً أن القطرية الضيقة لا تصنع هوية ولا شعباً وأن الذين يحلمون بهويات قطرية منعزلة واهمون.
من جانبها تناولت عضو المجمع نائب وزير الثقافة الشاعرة هدى أبلان في كلمتها ، اهمية الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية التي يحتفي بها العالم كواحدة من أهم اللغات الانسانية التي اثرت الحضارات والعلوم والفنون والآداب ، وكانت وعاء لكل ما سبق من أزهى فترات التاريخ الانساني الذي كان يعج بالظلمات ونحن نسج في نور هذه اللغة وبهائها ورونقها .
وقالت : حتى ونحن ننتكس لازالت هذه اللغة يتعالى جمالها وهي في نظر الآخر قبل ابنائها لغة تميز فرادة وثراء .
وأعربت أبلان عن سعادتها بأن تكون جزءاً من هذا الاحتفاء الذي يقيه المجمع العلمي اللغوي اليمني وهو يواصل طريقه نحو الحياة والاستمرار رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا التي يعلو فيها صوت الموت والحرب على قيم الحياة العظمي بما فيها اللغة التي تحتاج اليوم ألى تنقيتها من مفردات الفناء لتبقى المفردات الداعية إلى الابتكار والخلق والعلوم والآداب .
وفي الندوة ،التي أدارها الدكتور محمد ناصر حميد ، تناول الدكتور علي علي الحضرمي تعليم اللغة العربية في مؤسسات التعليم الجامعي لغير الناطقين بها ، منوها بأهمية اعتماد برنامج وشهادة إجادة اللغة العربية اسوة بغيرها من اللغات الأخرى كالانجليزية والفرنسية .
فيما تطرق الدكتور أحمد غازي إلى "التعريب في اللغة العربية "،منطلقا من مفهوم التعريب إلى المراحل التي مر بها عبر تاريخ اللغة العربية.
وتوقف مفيد الحالمي في ورقته بعنوان " البيئة الحربية في اللغة العربية" أمام واقع التناقض في التعبير الجمالي الذي ينضح به تراث الشعر والأدب العربي مستخدماً مفردات الحرب والعنف والقتال .
معوقات التعريب في التعليم الجامعي كان موضوع ورقة الدكتورة منى المحاقري التي ركزت على التحديات والمشاكل التي تعترض مسار التعريب في مؤسسات التعليم الجامعي.
وأوصت المحاقري بضرورة اصدار قرارات حكومية ملزمة بتعريب مناهج التخصصات الجامعية ومتابعة هذه القرارات وضرورة نشر الكتب العلمية بالعربية وتخصيص ميزانيات كافية لها وتشجيع تأليف ونشر البحوث والكتب العلمية بالعربية ودعم الصناعة المعجمية المتخصصة والالتزام بالقواعد التي وضعتها مجامع العربية في الوضع المصطلحي وزيادة التنسيق والتعاون بين الجامعات وبين المجامع وبين المكتبات وإنشاء مراكز للتعريب .
واثريت الندوة ، التي حضرها عضو المجمع الباحث والمؤرخ الدكتور حسين العمري وعدد من المهتمين ؛ بمداخلات ونقاشات .
تخلل الندوة قصيدة للشاعر الحارث بن الفضل .
وعلى هامش الندوة تم توزيع العدد الأول من مجلة المَجمَع الدورية الفصلية .
وأوضح رئيس تحرير المجلة شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح أن ما تطمح إليه هذه المجلة الناطقة باسم المجمع العلمي اللغوي اليمني أن تكون واحداً من الأجراس التي تدق أبواب الخطر المحدق بلغتنا من جميع الجهات وإضافة ايجابية إلى مثيلاتها الهادفة إلى تكوين استراتيجية للتحديث والتطوير اللغوي المواكب لمتغيرات العصر ومستجداته.
سبأ